انطلاق حزمة "برامج تدريب ترقي المعلمين" وتنمية مهارات الإداريين بالمناطق الأزهرية

أطلقت الإدارة العامة للتدريب وتنمية المهارات بالإدارة المركزية للموارد البشرية بالأزهر الشريف، حزمة تدريبية متكاملة لترقي المعلمين وتنمية مهارات الإداريين بالمناطق الأزهرية على مستوى الجمهورية، وذلك تحت إشراف الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر.
وصرح الدكتور اسماعيل الحداد، الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر، أن إطلاق هذه الحزمة التدريبية المتكاملة، التي تضم 35 برنامجًا لتدريب ترقى المعلمين و7 برامج متخصصة في الحاسب الآلي والشؤون المالية للإداريين، تأتي في إطار حرص الأزهر الشريف على استكمال برامج تدريب المعلمين لتأهيلهم للترقي، وتنمية مهارات الإداريين في مختلف المناطق الأزهرية على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن تطوير الكوادر البشرية هو ركيزة أساسية لتحقيق رؤية الأزهر الشريف في الارتقاء بالخدمات التعليمية.

وتنطلق برامج الترقي لكادر المعلمين في 13 منطقة أزهرية تشمل: كفر الشيخ، قنا، الجيزة، الغربية، الدقهلية، بني سويف، الشرقية، البحيرة، المنوفية، سوهاج، الإسكندرية، أسيوط، القاهرة، وذلك خلال الفترة من الثلاثاء 5 أغسطس حتى الخميس 7 أغسطس 2025، بهدف تأهيل المعلمين للترقي وفقًا لأحدث معايير التطوير المهني.

أما على الصعيد الإداري، فقد بدأت الإدارة منذ مطلع الأسبوع الجاري تنفيذ 7 برامج متخصصة للإداريين، في مناطق: قنا، الجيزة، مطروح، الإسماعيلية، السويس، دمياط، القليوبية، تشمل التدريب على تفعيل التوقيع الإلكتروني، والشؤون المالية والمخزنية، والحاسب الآلي، والذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار التحول الرقمي وتطوير بيئة العمل المؤسسية.
د. العواري: الإيثار طريق المحبة ومصدر الأمن المجتمعي
وعلى صعيد اخر، أقيمت بالأمس ندوة بعنوان: "فضل الإخاء والإيثار وأثرهما في استقرار المجتمع"، بحضور الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور صلاح السيد، مدير عام الدعوة وشؤون مناطق الوعظ بالأزهر الشريف، وأدار الندوة الدكتور حسن يحيى، الأمين العام للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.
وفي كلمته، أكد الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين، أن الإيثار ركن ركين في بناء الأخوة الصادقة، وأساس متين لترسيخ دعائم المودة والمحبة بين الناس، ومفتاح من مفاتيح الأمن والطمأنينة في المجتمعات، مشيرًا إلى أن هذا التآلف الذي يغرسه الإيثار في النفوس، يصنع مجتمعًا مثاليًا تنظر إليه البشرية بإعجاب، وتقبل عليه باحثة عن مصدره، فتجد أن هذه القيم منبثقة من دينٍ أشرقت رايته على العالم بالحب والسلام والطمأنينة.
وأوضح العواري أن رسول الإنسانية النبي محمد ﷺ عمل جاهدًا على ترسيخ هذه القيم العظيمة، مؤكدًا أن الأخوة الحقيقية لا تظهر في واقع الحياة إلا حين يُقدِّم المحب أخاه على نفسه، مستشهدًا بقوله تعالى في وصف الأنصار:﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾.
وأضاف أن هذا النوع من الأخوة والمحبة إنما هو من فطرة الإنسان السوي الذي لم تفسده أهواء النفس، مؤكدًا أن الكراهية والبغضاء لا تنبت إلا في نفسٍ أصابها العطب وابتعدت عن هدي الإسلام، مختتمًا كلمته بالدعوة إلى التمسك بالإيثار والإخاء، وغرسهما في النفوس والبيوت والمجتمعات، ليكون الناس جميعًا إخوة في الله، تجمعهم المحبة ويربطهم التراحم.
من جانبه، شدّد الدكتور صلاح السيد، مدير عام الدعوة وشؤون مناطق الوعظ بالأزهر الشريف، على أن الإخاء والإيثار من أهم دعائم تماسك المجتمع واستقراره، حيث يعمل الإخاء على إذابة الفوارق بين الناس، ويؤصل لقيم الترابط والتراحم، بينما يرسّخ الإيثار مبدأ تقديم مصلحة الغير على النفس، حتى ولو كان الإنسان في حاجة، مؤكدًا أن الإسلام قد أسّس لهذه القيم النبيلة، وقد تجلّى ذلك في المجتمع المدني الذي بناه النبي ﷺ حين آخى بين المهاجرين والأنصار، فكانت المحبة والتكافل سمة ذلك المجتمع الفريد، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ ٱلْمُهَاجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ﴾.
وأوضح أن المهاجرين الذين تركوا كل شيء في مكة نصرة لدينهم، قد وجدوا في الأنصار خير سندٍ ومعين، حيث ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء، فكانوا بحق أهلًا لثناء الله عز وجل، لافتًا أن المجتمع الإسلامي اليوم في حاجة ماسّة لإحياء هذه القيم في النفوس، لتقوى أواصر المحبة، ويعمّ الاستقرار، ويسود الوئام بين أفراده.
يأتي ذلك وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.