«البرهان»: نواصل معركة «الكرامة» لتطهير السودان من الدعم السريع

طرد المرتزقة وعودة السودانيين الطوعية أولى مراحل التنمية
أعلن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، استمرار المعركة حتى يتم تحرير جميع أراضى السودان، بينما دعا وزير الداخلية الفريق شرطة، بابكر سمرة، المواطنين السودانيين للعودة إلى وطنهم، مشددا على أن عودتهم ستشكل دعمًا حقيقيًا لجهود تحقيق الاستقرار والأمن فى بلاده.
وأكد رئيس مجلس السيادة استمرار معركة «الكرامة» حتى يتم القضاء على الميليشيا المتمردة، فى إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أو أن تضع السلاح. مشيرًا إلى أن القوات المسلحة والقوات المساندة ستقاتل المتمردين فى جميع الأماكن، من الفاشر إلى الجنينة، حتى يتم تطهير كل شبر من أراضى السودان من دنس الميليشيا.
وأوضح البرهان خلال اللقاء التنويرى رقم 30 الذى نظمته وكالة السودان للأنباء بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام والسياحة فى الخرطوم، أن تحرير الخرطوم لم يكن سهلاً، حيث قدمت القوات المسلحة والقوات المساندة آلاف الشهداء، كما أن الدمار الذى شهدته العاصمة يوضح مدى شراسة المعارك التى دارت فيها.
وأكد البرهان أن الدولة ستواصل جهودها فى حفظ الأمن وتقديم الخدمات لمواطنيه لتسهيل عودتهم إلى منازلهم.
كما جدد البرهان عزم الحكومة على إخلاء الخرطوم من المظاهر المسلحة، وضبط حمل السلاح، ومنع حركة العربات بدون لوحات، مؤكدًا تقديم الدعم للجنة العليا التى تعمل على تهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى الخرطوم وحكومة الولاية.
وفى سياق متصل، دعا وزير الداخلية الفريق شرطة، بابكر سمرة، السودانيين للعودة إلى وطنهم، مشيرًا إلى أن عودتهم تمثل دعمًا حقيقيًا لجهود الاستقرار وبسط الأمن فى البلاد.
واستعرض الوزير جهود وزارة الداخلية السودانية فى تعزيز الأمن واستئناف تقديم الخدمات للمواطنين بولاية الخرطوم، مؤكدًا أن الوزارة تعمل بخطى ثابتة لإعادة انتشار قوات الشرطة فى جميع محليات ولاية الخرطوم، إلى جانب ولايتى الجزيرة وسنار، ما ساهم فى إعادة الاستقرار وفتح جميع أقسام الشرطة، حيث أصبحت العاصمة الآن تنعم بالأمان.
وأضاف الوزير السودانى أن الشرطة بدأت تقديم خدماتها فى السجل المدنى والجوازات، حيث عاد مجمع خدمات الجمهور بأم درمان إلى العمل، ومن المتوقع أن يعود مجمع جنوب الخرطوم الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مجمعات بحرى والخرطوم، مؤكدًا أن المواطنين فى مناطق شرق النيل وبحرى سيتلقون قريبًا الخدمات بشكل مباشر.
وتطرق إلى الأضرار التى لحقت بمقرات الشرطة والسجون خلال الفترة الماضية، مؤكدًا الانتهاء من إعادة تأهيل سجون أم درمان وسوبا وكوبر، وأن الأقسام تعمل حاليًا بالتنسيق مع النيابة العامة، كما أن العمل جارٍ لتهيئة بقية السجون وفق خطة متكاملة.
وفيما يتعلق بالوجود الأجنبى غير القانونى، شدد الوزير على أن أى أجنبى لا يحمل مستندات ثبوتية ستتخذ ضده الإجراءات القانونية فورًا، مضيفًا أن وزارة الداخلية تولى هذا الملف اهتمامًا خاصًا.
وأشار «سمرة» إلى تشكيل لجنة عليا برئاسة الفريق أول ركن إبراهيم جابر لمتابعة عودة ولاية الخرطوم إلى طبيعتها، وقد انبثقت عنها لجان أمنية تشمل ممثلين من وزارتى الدفاع والداخلية، بهدف تأمين مواطنيه والممتلكات والمؤسسات الحكومية والشركات والمناطق الصناعية.
ودعا وزير الداخلية السودانيين للعودة إلى منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية، مؤكدًا أن مؤسسات الدولة، بما فيها الشرطة، عادت للعمل وستوفر جميع الخدمات الأمنية والشرطية للسودانيين.
وكان الآلاف من السودانيين قد غادروا القاهرة الى أسوان ومنها الى السد العالى وصولا إلى أراضيهم عبر القطار 1940 عبر عدة رحلات خلال الاسابيع الماضية.
وأطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» تحذيرًا شديد اللهجة، من أن تخفيضات التمويل الدولية تهدد جيلاً كاملاً من أطفال السودان.
وتشهد وكالات الأمم المتحدة، ومن بينها المفوضية السامية لشئون اللاجئين، أسوأ أزمات تمويل منذ عقود، بسبب تقليصات ضخمة من الدول المانحة وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف فى السودان: «الأطفال يعانون من محدودية فى الوصول إلى الغذاء، والمياه النظيفة، والرعاية الصحية الأساسية. هناك أطفال أصحاء الآن يعانون من الجوع ببساطة لأن الطعام غير متوافر».
وأكدت اليونيسف أن الأطفال يُحرمون من الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، بسبب نقص التمويل، فى وقتٍ تبلغ فيه خطة الاستجابة الإنسانية للسودان نحو 4.6 مليار دولار، ولم يُمول منها سوى 23% فقط، بحسب مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الوصول إلى المناطق المنكوبة لا يزال تحديًا كبيرًا، خصوصًا مع دخول موسم الأمطار، الذى جعل بعض الطرق غير سالكة، وقال جينز ليركى من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية: «لقد مر عام على إعلان المجاعة، ولم تصل أى مساعدات غذائية إلى المنطقة حتى الآن.. نحن بحاجة ماسة للوصول الإنسانى الفورى».