بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ماهي عملية القلب المفتوح ولماذا يتم اللجوء إليها؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تُعتبر عملية القلب المفتوح  من الجراحات الكبرى التي تحتاج إلى تجهيزات دقيقة وفريق طبي متخصص. يلجأ الأطباء لهذه العملية عندما يفشل العلاج بالأدوية أو القسطرة في تحسين حالة القلب. في أغلب الحالات، يحتاج المريض إلى هذه الجراحة بسبب انسداد شديد في الشرايين التاجية أو مشاكل في الصمامات القلبية. يشعر المريض غالبًا بأعراض مزعجة مثل ضيق التنفس وألم الصدر المتكرر رغم استخدام الأدوية.الجراحات الكبرى التي تحتاج إلى تجهيزات دقيقة وفريق طبي متخصص. يلجأ الأطباء لهذه العملية عندما يفشل العلاج بالأدوية أو القسطرة في تحسين حالة القلب. في أغلب الحالات، يحتاج المريض إلى هذه الجراحة بسبب انسداد شديد في الشرايين التاجية أو مشاكل في الصمامات القلبية. يشعر المريض غالبًا بأعراض مزعجة مثل ضيق التنفس وألم الصدر المتكرر رغم استخدام الأدوية. 

تقومالجراحة على فتح عظمة الصدر للوصول إلى القلب بشكل مباشر. يسمح هذا الأسلوب للجراح بإصلاح أو تغيير الأجزاء التالفة في القلب. تشمل الأسباب الشائعة للجراحة: ترقيع الشرايين التاجية، واستبدال أو إصلاح صمام، أو إصلاح تشوه خلقي. يقرر الجراح نوع العملية بناءً على تشخيص دقيق وفحوصات متعددة مثل القسطرة والتصوير بالرنين المغناطيسي.

لايُعتبر اللجوء إلى عملية القلب المفتوح هو الخيار الأول دائمًا. يفضل الطبيب أولًا استخدام وسائل أقل تدخلاً إن كانت مناسبة للحالة. لكن في حالات الانسداد الكامل أو التلف الشديد، تصبح الجراحة الحل الأكثر أمانًا وفعالية. تعتمد الخطة على عوامل مثل عمر المريض، والحالة العامة، ومدى خطورة المشكلة القلبية.

بشكلعام، تهدف العملية إلى إنقاذ حياة المريض وتحسين جودة حياته على المدى الطويل. توفر الجراحة فرصة لتقليل الأعراض وتحسين كفاءة ضخ القلب للدم. مع التقدم الطبي، أصبحت الجراحة أكثر أمانًا ونسبة النجاح مرتفعة. ومع ذلك، يظل اتخاذ القرار خاضعًا لنقاش دقيق بين الطبيب والمريض بعد توضيح الفوائد والمخاطر.

أنواع عمليات القلب المفتوح بالتفصيل

 

تختلف أنواع عمليات القلب المفتوح حسب سبب المشكلة القلبية وطبيعة الجزء المتأثر في القلب. يقوم الجراح بتحديد النوع المناسب بعد الفحوصات. تشمل هذه العمليات: جراحة ترقيع الشرايين التاجية، واستبدال أو إصلاح الصمامات، وعلاج التشوهات الخلقية. يحتاج كل نوع إلى خطوات خاصة وتحضيرات دقيقة تختلف من مريض لآخر.

 

تُعد جراحة ترقيع الشرايين التاجية من أكثر الأنواع شيوعًا، وتُستخدم لعلاج انسداد الشرايين التي تغذي عضلة القلب. يقوم الجراح بأخذ شريان أو وريد من الجسم ويستخدمه لتجاوز الجزء المسدود. يساعد ذلك في تحسين تدفق الدم وتقليل أعراض الذبحة الصدرية والجلطات القلبية.

 

أما جراحات الصمامات فتنقسم إلى نوعين: استبدال الصمام أو إصلاحه. يختار الجراح الإصلاح إن أمكن للحفاظ على الصمام الأصلي. أما إذا كان التلف كبيرًا، فيلجأ الطبيب إلى تركيب صمام صناعي أو بيولوجي. تختلف نوعية الصمام حسب عمر المريض والحالة الصحية العامة وتوقعات الحياة بعد الجراحة.

 

توجد أيضًا عمليات تهدف إلى علاج تشوهات القلب الخلقية، مثل وجود ثقوب بين الأذينين أو البطينين أو تشوهات في تركيب الشرايين. هذه العمليات تُجرى غالبًا للأطفال أو البالغين الذين لم تُكتشف لديهم الحالة في سن مبكرة. كما توجد جراحات مخصصة لزراعة جهاز دعم البطين أو القلب الصناعي في حالات فشل القلب المتقدم.

خطوات إجراء عملية القلب المفتوح

 

تبدأ خطوات عملية القلب المفتوح بتخدير المريض بشكل كامل داخل غرفة العمليات. يتولى طبيب التخدير مراقبة الوظائف الحيوية بدقة طوال الجراحة. بعد التأكد من استقرار المريض، يقوم الجراح بشق عظمة القص للوصول إلى القلب مباشرة. تُستخدم أدوات دقيقة للحفاظ على الأنسجة وضمان سلامة المريض خلال الإجراء.

 

بعد فتح الصدر، يبدأ الفريق الطبي في توصيل المريض بجهاز القلب والرئة الصناعي. هذا الجهاز يقوم بتعويض وظيفة القلب والرئتين أثناء الجراحة. يتيح ذلك للجراح إيقاف القلب مؤقتًا وإجراء الإصلاحات المطلوبة دون حدوث مضاعفات. يجب مراقبة كل خطوة بعناية لتقليل نسبة الخطورة.

 

يبدأ الجراح في تنفيذ الهدف الأساسي من العملية حسب نوعها، مثل ترقيع الشرايين أو استبدال صمام. يستخدم الطبيب أنسجة من جسم المريض أو صمامات صناعية حسب الحالة. بعد الانتهاء من الخطوة الجراحية الأساسية، يُعاد تشغيل القلب تدريجيًا ويتم فصل الجهاز الصناعي. يتأكد الطبيب من استقرار النبض ووظائف القلب.

 

في النهاية، يُغلق الجراح عظمة القص باستخدام أسلاك طبية قوية لضمان الالتئام الجيد. ثم تُخاط طبقات الجلد والأنسجة على مراحل. يُنقل المريض بعدها إلى غرفة العناية المركزة لمتابعة حالته. يستمر الفريق الطبي في مراقبة المؤشرات الحيوية وتقديم الأدوية المناسبة لضمان بداية تعافٍ آمنة وناجحة.

 

التحضيرات المطلوبة قبل عملية القلب المفتوح

 

يبدأ التحضير لعملية القلب المفتوح بعد تأكيد الحاجة لها من خلال الفحوصات التشخيصية الدقيقة. يُجري الطبيب مجموعة من التحاليل تشمل صورة الدم الكاملة، ووظائف الكبد والكلى، وتخطيط القلب، وأشعة الصدر. كما يُطلب أحيانًا تصوير القلب بالموجات الصوتية أو القسطرة التشخيصية لتقييم الحالة بدقة. تساعد هذه الفحوصات في تحديد خطة العلاج المثلى وتقليل نسبة المضاعفات.

 

يشرح الطبيب للمريض تفاصيل العملية ويجيب عن كل الأسئلة لتقليل التوتر والقلق. يحصل المريض على تعليمات واضحة تشمل الصيام لعدة ساعات قبل الجراحة وتوقف بعض الأدوية مثل مميعات الدم. يُنصح بالتوقف عن التدخين قبل العملية بفترة كافية لتحسين التنفس وتقليل خطر الالتهاب الرئوي بعد الجراحة. يُطلب أيضًا من المريض المحافظة على نظافة الجسم لتقليل خطر العدوى.

 

قد يحتاج المريض إلى مقابلة طبيب التخدير قبل العملية لتقييم مدى تحمله للتخدير العام. تُراجع الأدوية المزمنة التي يتناولها المريض لتجنب أي تداخلات دوائية. في بعض الحالات، يُنصح المريض بالتوقف عن بعض الأدوية مثل أدوية السكر أو مدرات البول صباح العملية. يجب على الفريق الطبي أن يراجع التاريخ المرضي الكامل لضمان الأمان أثناء التخدير.

 

يُحجز المريض غالبًا في المستشفى قبل يوم العملية لتهيئته نفسيًا وبدنيًا. يتم حلاقة الشعر من منطقة الصدر وتعقيم الجلد جيدًا. يُركّب خط وريدي لإعطاء الأدوية، ويُتابع ضغط الدم ونسبة الأكسجين بشكل مستمر. تهدف كل هذه التحضيرات إلى ضمان أقصى درجات الأمان وتحقيق أفضل نتيجة ممكنة بعد الجراحة.

المخاطر والمضاعفات المحتملة بعد عملية القلب المفتوح

 

رغم التقدم الكبير في جراحات القلب، تظل عملية القلب المفتوح مرتبطة ببعض المخاطر والمضاعفات المحتملة. تختلف نسبة هذه المضاعفات حسب عمر المريض، والحالة الصحية العامة، وطبيعة الجراحة. تشمل المضاعفات المبكرة مشاكل في التنفس، أو اضطرابات في نظم القلب، أو نزيف في مكان الجراحة. يراقب الفريق الطبي الحالة بدقة للكشف عن أي مشكلة فورًا.

 

من المضاعفات الشائعة بعد العملية حدوث التهاب رئوي، خاصة لدى كبار السن أو المدخنين. لذلك، يشجع الأطباء المريض على ممارسة تمارين التنفس فور الإفاقة. يمكن أيضًا أن يصاب المريض بعدوى في الجرح، لذا تُستخدم مضادات حيوية وقائية وتُراقب علامات الالتهاب. وفي بعض الحالات، تحدث تجمعات دموية تحت الجلد تتطلب التدخل لتصريفها.

 

تشمل المضاعفات القلبية اضطراب في نبضات القلب مثل الرجفان الأذيني، ويُعالج غالبًا بالأدوية أو الصدمات الكهربائية المؤقتة. كما قد تقل كفاءة القلب في ضخ الدم مؤقتًا بعد الجراحة. يحتاج بعض المرضى إلى أدوية لدعم عضلة القلب خلال الأيام الأولى. يُتابع الطبيب استجابة القلب للعلاج باستخدام الموجات الصوتية والتحاليل.

 

في حالات نادرة، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية أو الفشل الكلوي، خاصة عند مرضى الضغط أو السكر. يُقلل الفريق الطبي هذه المخاطر بالتحكم في ضغط الدم والسكر ومراقبة وظائف الكلى. تظل أغلب المضاعفات قابلة للعلاج عند اكتشافها مبكرًا. لذلك، يعتمد نجاح الجراحة أيضًا على المتابعة الدقيقة بعد العملية.

مدة البقاء في المستشفى بعد عملية القلب المفتوح

 

يقيم المريض في العناية المركزة مباشرة بعد العملية لمدة تتراوح بين 24 إلى 72 ساعة حسب حالته. يراقب الفريق الطبي المؤشرات الحيوية باستمرار خلال هذه الفترة. تشمل المراقبة: معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستوى الأكسجين، وكمية البول. يساعد هذا في الاكتشاف المبكر لأي خلل أو مضاعفة تستدعي تدخلًا سريعًا.

 

بعد الاستقرار، ينتقل المريض إلى القسم الداخلي لمتابعة مرحلة التعافي. تمتد هذه المرحلة من 4 إلى 7 أيام في المتوسط. يُشجَّع المريض على الجلوس والمشي تدريجيًا لتحفيز الدورة الدموية وتقليل خطر الجلطات. يشرح الطبيب جدول الحركة والتمارين التنفسية المناسبة لحالته. كما تُراقب العلامات الحيوية والوظائف القلبية يوميًا.

 

يُقيّم الفريق الطبي حالة الجرح، ويُتابع أي أعراض مثل الألم أو ارتفاع درجة الحرارة. تُعطى الأدوية المنظمة لضربات القلب، والمسكنات، والمضادات الحيوية حسب الحاجة. كما تُعد خطة لمراجعة أدوية الضغط أو السكر أو السيولة إن كان المريض يستخدمها قبل الجراحة. يشترك طبيب القلب وجراح القلب في تقييم الجاهزية للخروج.

 

يُسمح للمريض بالخروج من المستشفى بعد التأكد من استقرار حالته وتعلمه التعليمات الأساسية. تشمل التعليمات طريقة العناية بالجرح، وجدول الأدوية، والمواعيد القادمة للمتابعة. يحصل المريض أيضًا على توصيات تتعلق بالنظام الغذائي والراحة والرياضة. تختلف مدة الإقامة حسب كل حالة، لكن الهدف الأساسي هو خروج آمن بدون مضاعفات.

فترة التعافي والنصائح بعد عملية القلب المفتوح

 

تبدأ فترة التعافي مباشرة بعد الخروج من المستشفى وتمتد لعدة أسابيع حسب عمر المريض وحالته الصحية العامة. يحتاج الجسم إلى وقت كافٍ لالتئام عظمة الصدر وتحسن وظيفة القلب. يشعر المريض بتعب عام في البداية، لكنه يتحسن تدريجيًا مع مرور الوقت. من المهم اتباع تعليمات الطبيب بدقة خلال هذه الفترة.

 

ينصح الأطباء بعدم حمل أوزان ثقيلة أو دفع أشياء لمدة لا تقل عن شهرين. تؤدي هذه الحركات إلى إجهاد عظمة القص وتأخير التئامها. يجب أيضًا تجنب صعود السلالم المتكرر أو المجهود الزائد في أول شهر. مع تحسن القوة والنشاط، يمكن زيادة مستوى الحركة بشكل تدريجي وتحت إشراف طبي.

 

تساعد التغذية السليمة في دعم التعافي وتحسين التئام الأنسجة. يجب تناول أطعمة غنية بالبروتين والخضروات والفواكه والابتعاد عن الدهون المشبعة. كما ينبغي الالتزام بالأدوية المنظمة لضغط الدم والسيولة حسب تعليمات الطبيب. المتابعة المنتظمة ضرورية لتعديل الجرعات حسب تحاليل الدم وتطور الحالة.

 

تلعب الحالة النفسية دورًا كبيرًا في سرعة التعافي بعد الجراحة. لذلك، يجب دعم المريض نفسيًا وتشجيعه على العودة لحياته الطبيعية تدريجيًا. تُعتبر برامج إعادة تأهيل القلب خيارًا ممتازًا لتحسين اللياقة تحت إشراف متخصصين. وتُساعد هذه البرامج في تقليل القلق وتحسين الثقة بالنفس وتجنب مضاعفات الجلوس الطويل أو قلة الحركة.

البدائل المتاحة لعملية القلب المفتوح مثل القسطرة وجراحة القلب بالمنظار

لا تُعتبر عمليةالقلب المفتوح الحل الوحيد لكل أمراض القلب، بل توجد بدائلأقل تدخلًا تناسب بعض المرضى. تشمل هذهالبدائل القسطرة القلبية وجراحة القلب بالمنظار. يختار الطبيبالبديل الأنسب حسب نوع المرض، وشدته، وحالة المريض العامة، وعوامل الخطورة الجراحية. تساعد هذهالبدائل في تقليل مدةالإقامة والتعافي بعد الإجراء.

تُستخدم القسطرة القلبية لعلاج انسداد الشرايين التاجية من خلال إدخالأنبوب رفيع عبر الشريان الفخذي أو الرسغي. يُدخلالطبيب بالونًا صغيرًا لتوسيع الشريان، ثم يزرع دعامةللحفاظ على مروره مفتوحًا. لا يحتاجهذا الإجراء إلى فتح الصدر، ويخرج المريض غالبًا في نفس اليومأو اليوم التالي.

أما جراحة القلب بالمنظار، فهيتقنية حديثة تُجرى من خلال فتحاتصغيرة في جدار الصدرالجانبي. تُستخدم هذهالطريقة في إصلاح أواستبدال الصمامات أو إغلاق الثقوبالخلقية. تقلل هذهالجراحة من الألم والندوبوفترة التعافي مقارنة بالجراحة التقليدية. لكنها تحتاجإلى تجهيزات خاصة وفريق طبي مدرب على هذه التقنية.

لا تصلح هذهالبدائل لكل الحالات، فبعض المرضى يحتاجون تدخلًا كاملاً باستخدام عملية القلب المفتوح. لذلك، يعتمدالقرار على تقييم دقيق يشمل الفحوصات الإشعاعية وتحاليل الدم. يناقش الطبيبمع المريض المزايا والعيوب لكل خيار، ويحدد الأفضل لتحقيق نتائج آمنة ومستقرة على المدى الطويل.