بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أمين البحوث الإسلامية يستقبل سفير كازاخستان لبحث سُبل تعزيز التعاون العِلمي والثقافي

بوابة الوفد الإلكترونية

استقبل الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، بمكتبه صباح اليوم، السفير عسكر جينيس، سفير جمهوريَّة كازاخستان بالقاهرة؛ وذلك لبحث سُبُل تعزيز التعاون العِلمي والثقافي بين الأزهر الشريف ومؤسَّسات كازاخستان التعليميَّة والدِّينيَّة.

في مستهل اللقاء، رحَّب الأمين العام بسفير كازاخستان، مشيدًا بالعَلاقات التاريخيَّة التي تربط الشَّعبين المصري والكازاخي، وبما تمثِّله كازاخستان مِنْ نموذج في الانفتاح على الحضارات، واحترام التنوُّع، ودَعْم التعليم الدِّيني الوسطي.

وأكَّد أنَّ الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يُولِي اهتمامًا بالغًا بتوطيد أواصر التعاون مع دول العالَم الإسلامي في مختلِف المجالات العِلميَّة والدعويَّة، مشيرًا إلى أنَّ مجمع البحوث الإسلاميَّة يضطلع بدَورٍ محوريٍّ في هذا الإطار؛ مِنْ خلال إسهاماته في مجالات التأصيل العِلمي، ومواجهة الأفكار المنحرفة، وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش السِّلمي.

من جانبه، أعرب السفير عسكر جينيس عن تقديره الكبير للأزهر الشريف ومكانته العِلميَّة والدِّينيَّة على مستوى العالَم، مؤكِّدًا أنَّ كازاخستان تنظر إلى الأزهر على أنه مرجعيَّةٌ كبرى في نَشْر الاعتدال وتعزيز القِيَم الإنسانيَّة المشتركة، وأنَّ بلاده حريصةٌ على توسيع آفاق التعاون مع الأزهر وهيئاته العِلميَّة، وفي مقدِّمتها مجمع البحوث الإسلاميَّة.

أمين البحوث الإسلامية: التعاون مع وكالة الفضاء المصريَّة خطوة لتحويل الفقه إلى معرفة

ألقى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم، كلمةً في حفل تدشين المشروع العِلمي المشترك بين مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف ووكالة الفضاء المصريَّة، لدراسة النوازل الفقهيَّة المتعلِّقة بأحكام الفضاء، وذلك بمقرِّ الوكالة.

جاء ذلك بحضور: الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف ورئيس مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، والدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصريَّة، ونخبة مِنَ العلماء والباحثين والمتخصِّصين.

وفي كلمته، قال الدكتور محمد الجندي: إنَّ الأزهر الشريف - بوصفه المؤسَّسةَ العِلميَّة الأعرق في تاريخ الإسلام- ما زال حاضرًا في قلب المشهد المعرفي والكوني، يؤدِّي دَوره الفِكري والشرعي في زمنٍ تتسارع فيه علوم الفضاء، وتُفرز مستجدَّات غير مسبوقة، تتطلَّب اجتهادًا أصيلًا يربط بين الوحي والعقل، وبين الشريعة والمعرفة.

وأضاف الدكتور الجندي أنَّ اهتمام الأزهر بعلوم الفلك والكون ليس وافدًا عليه ولا طارئًا فيه؛ بل هو امتداد طبيعي لدوره الحضاري المتجذِّر منذ قرون؛ إذْ تعامل علماؤه مع السماء بوصفها كتابًا مفتوحًا مِن كُتُب الله، وتفاعلوا مع الظواهر الكونيَّة تدبُّرًا وتفكُّرًا؛ مِنْ أمثال: العطَّار، والجبرتي، والدمنهوري والفلكي، وغيرهم، مشيرًا إلى أنَّ التراث الأزهري زاخرٌ بمخطوطات فريدة، بعضها أُدرِجَ في سجِّل ذاكرة العالم التابع لليونسكو؛ لما يحويه مِن تحليل دقيق لحركة الكواكب وميكانيكا الكون.

وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ الأزهر الشريف يُواصل هذا النَّهج الحضاري اليوم عبر منهجيَّة عِلميَّة رصينة في التعامل مع النَّوازل الفقهيَّة المعاصرة المتعلِّقة بالفضاء، مؤكِّدًا أنَّ الشريعة الإسلامية -بمنظومتها القائمة على الاجتهاد المنضبط، والقياس العقلي، والاستنباط الرشيد- تملك من المرونة والعُمق ما يؤهِّلها لمواكبة التحوُّلات الكبرى في حياة الإنسان، سواء على الأرض أو في الفضاء الخارجي.

وشدَّد على أنَّ الواقع الجديد الذي يفرضه العيش في المحطَّات الفضائيَّة، أو نَقْل الإنسان خارج حدود الأرض؛ يستوجب اجتهادًا فقهيًّا دقيقًا، يتعامل مع أسئلة مثل: كيف أُصلِّي؟ أين أتجه؟ ما حُكم الزكاة على الثروات الفضائيَّة؟ كيف تُضبط الأخلاقيَّات العِلميَّة خارج كوكب الأرض؟

وأوضح أنَّ الأزهر الشريف لم يكتفِ بالطَّرح النَّظري؛ بل أطلق فتاوى معاصرة، وأعدَّ دراساتٍ عِلميَّةً رائدةً، وشارك في النَّدوات العالميَّة، واضعًا نصب عينيه أنَّ السماء لم تعُد بعيدةً، وأنَّ الشريعة التي نزلت منها قادرة على مواكبة الإنسان حيثما حلَّ في ملكوت الله.

وتابع: «حيثما ارتحل المسلم، تصحبه شريعتُه برُخصها وتيسيرها؛ لتجعل مِنْ كلِّ مدارٍ محرابًا، ومِنْ كلِّ كوكبٍ ميدانًا جديدًا لطاعة الله، فالدِّين لا يُقيَّد بمكان، والعبادة لا تنحصر في الأرض».

ونبَّه إلى أهميَّة تفعيل الفقه الافتراضي الذي قعَّد له أوائل الفقهاء، لافتًا إلى أنَّ الأزهر أسَّس لمنهجيَّة عِلميَّة تجمع بين الوحي والواقع، وبين المقاصد الشرعيَّة والحقائق الكونيَّة، والأحكام الفقهية، وَفق واقع الفضاء ومقتضى حاله.

وختم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ التعاون العِلمي مع وكالة الفضاء المصريَّة خطوةٌ إستراتيجيَّة في تحويل هذا الطَّرح الفقهي إلى واقع معرفي ملموس، مشيرًا إلى أنَّ الأزهر يثبت بهذا التعاون أن رسالته بحجم الكون، وأنَّ الإسلام رسالةٌ حضاريَّةٌ لا تحدُّها الأرض؛ بل تمتدُّ إلى آفاق الوجود كلِّه رأسًا وأفقًا، وأنَّ تشريعات الإسلام تناسب الكون كلَّه مِنَ الذرَّة إلى المجرَّة.