قافلة مساعدات تضم 200 شاحنة تصل غزة بدعم مصري وأممي وعربي

قال أحمد عبد الرازق، مراسل قناة "إكسترا نيوز" من الجانب المصري لمعبر رفح، إن الفوج الخامس من القافلة التاسعة، التي يسيرها الهلال الأحمر المصري منذ السابع والعشرين من يوليو الماضي، دخل صباح اليوم إلى قطاع غزة عبر بوابة معبر كرم أبو سالم، في إطار الجهود الإنسانية المصرية المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني.
وأضاف عبد الرازق، خلال رسالته على الهواء، أن أعدادًا كبيرة من الشاحنات لا تزال تصطف على جانبي الطريق المؤدي إلى المعبر، في مشهد متكرر يوميًا، حيث تتوالى أفواج المساعدات بشكل منتظم، موضحًا أن اللافتات التي تحمل شعار "من الشعب المصري إلى الشعب الفلسطيني الشقيق" تزين الشاحنات قبل عبورها.
وأشار إلى أن هذه القوافل لا تقتصر على المساعدات المصرية فقط، بل تشمل أيضًا مساعدات مقدمة من منظمات تابعة للأمم المتحدة، مثل "اليونيسف" و"منظمة الصحة العالمية"، بالإضافة إلى مساعدات مقدمة من دول عربية ومن "التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي"، الذي أرسل قافلة كبيرة قبل يومين من القاهرة، تضم نحو 200 شاحنة محمّلة بأكثر من 4000 طن من المساعدات.
ولفت مراسل "إكسترا نيوز" إلى أن وتيرة العمل تسارعت خلال الأسبوع الثاني من إطلاق القوافل، حيث باتت تدخل المساعدات بالمئات، في حين كانت في البداية تقتصر على أربع أو خمس أفواج يوميًا تضم ما بين 15 إلى 20 شاحنة فقط.
وفيما يتعلق بمحتويات المساعدات، أوضح عبد الرازق أنها تشمل مواد غذائية أساسية مثل الدقيق، والأرز، والمكرونة، ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى أغذية الأطفال، ووجبات ساخنة تُجهز داخل مركز الدعم الغذائي في مدينة الشيخ زويد، وآلاف أرغفة الخبز الطازج، فضلًا عن المستلزمات الطبية، ومستلزمات العناية الشخصية، ولا سيما أدوات الولادة ومكافحة العدوى، في ظل توقف العديد من مستشفيات القطاع عن العمل.
وأكد أن الشاحنات، على الرغم من دخولها من الجانب المصري، تخضع لعمليات تفتيش وتدقيق دقيقة على الجانب الآخر من معبر كرم أبو سالم، وقد تُرفض كليًا أو جزئيًا، أو يُطلب تعديلها وإعادة تفويجها مجددًا، نتيجة تعنت الاحتلال وفرضه قيودًا مشددة تعرقل دخول المساعدات.
على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إنّ مصر وغزة وإسرائيل مشتركين في معبر كرم أبو سالم، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي لأنه الطرف المحتل يفتش جميع المشاحنات في أثناء دخولها غزة، ولا يوجد أي قوة في الأرض تمنعه من التفتيش، وبالتالي، فإنه يستبعد من هذه الشاحنات ما يريد.
وأضاف رشوان، في حواره مع الإعلامي محمود السعيد، مقدم برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "بالنسبة إلى مطالبات السماح بإدخال شاحنات المساعدات إلى غزة، لنفترض، أن هذه الشاحنات عبرت إلى الناحية الأخرى، فستكون أول خطوة هي الدخول كرم أبو سالم، الذي يشهد أهم تجمع للجيش الإسرائيلي خارج غزة".
إجبار جيش الاحتلال على دخول الشاحنات
وتابع: "عندما تصل هذه الشاحنات إلى كرم أبو سالم حيث جيش الاحتلال الإسرائيلي، هل يمكن لسائقي الشاحنات ومن معهم إجبار جيش الاحتلال على دخول الشاحنات قطاع غزة".
وأردف: "لنفترض أن الجيش الإسرائيلي خضع لمن لا نعرف كيف سيخضع لهم، ثم فتح الباب للشاحنات.. نقول، إن الجيش الإسرائيلي يسيطر على كل الطرق، ومن ثم، فإن الذهاب من شرق غزة حيث معبر كرم أبو سالم حتى غربها في البحر الأبيض المتوسط سيكون به مجازفة".
وواصل: "في يناير، كانت الشاحنات المصرية التي تدخل كرم أبو سالم وتفرغ بعدها على شاحنات فلسطينية يحصل عليها سائقون فلسطينيون ويقومون بإدخالها في أنحاء القطاع، ونتيجة الضغط الشديد على الشاحنات، قررت مصر أن الشاحنات المصرية ستدخل بسائقيها المصريين من معبر كرم أبو سالم حتى الشمال في جباليا.. وبالتالي، فإننا نسأل، هل يمكن لجنسيات مختلفة أن تكون بين السائقين كي يحرجوا الإسرائيليين، نتحدث مثلا عن جنسيات أمريكية وأوروبية؟".
الجيش الإسرائيلي
وأردف: "هل سيسمح الجيش الإسرائيلي بالدخول، مع العلم أنه كان يفتش الشاحنات رغم دخولها في فترة الاتفاقات، وكان التفتيش يستغرق وقتا، وبالتالي، فإننا نسأل، ما القوة الجبرية التي يمكن تجعل هذا الجيش الذي لم يتورع عن قتل 60 ألف إنسان وجرح 150 ألف آخرين يتخلى عن إجرامه فجأة نتيجة وجود شاحنات بداخلها أشخاص طيبون وصلوا حتى كرم أبو سالم".
وواصل: "ورغم ذلك، نفرض أن هذه الشاحنات دخلت غزة، وهي منطقة القتال الأساسية الآن، هل سيتمتع الجيش الإسرائيلي –فجأة- بتسامح إنساني غير مفهوم وغير معقول فيسمح لهذه الشاحنات أن تمشي على أهم محورين أمنيين وهما فيلادلفيا وموراج؟!".