بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بعيدًا عن "الفرد" الضائعة.. تعرف على الطريقة الأفضل لغسيل الجوارب

غسل الجوارب
غسل الجوارب

في زحمة المهام اليومية، قد يبدو غسل الجوارب تفصيلاً ثانوياً لا يستحق الكثير من التفكير، غير أن عالمة الأحياء الدقيقة الدكتورة بريمروز فريستون من جامعة ليستر، تحذر من أن إهمال تنظيف الجوارب بشكل صحيح يمكن أن يحوّلها إلى بيئة خصبة للبكتيريا والفطريات، التي قد تضر بصحة الجلد بل وتصل إلى مراحل أكثر خطورة.

القدم... بيئة مثالية لنمو الميكروبات

تصف الدكتورة فريستون القدم البشرية بأنها "غابة مطيرة ميكروبية"، إذ تحتوي على ملايين الخلايا الميكروبية في كل سنتيمتر مربع، بفضل الدفء والرطوبة والظلمة التي توفرها الأحذية. وتؤكد أن الجوارب تمتص كل ما تمر عليه القدم من أوساخ وجراثيم، من التربة والماء إلى شعر الحيوانات والغبار، وتعمل كـ"إسفنجة ميكروبية" تنقل هذه العناصر مباشرة إلى الجلد.

درجات الحرارة المرتفعة لا تكفي... الكيّ ضروري

تشير الدراسات إلى أن الغسل التقليدي عند 30 أو 40 درجة مئوية لا يقضي على البكتيريا المتكيفة مع حرارة الجلد. لذلك، توصي الدكتورة فريستون باستخدام مياه بدرجة حرارة لا تقل عن 60 درجة مئوية مع منظفات إنزيمية تفكك البكتيريا المرتبطة بألياف النسيج. 

وعند عدم توفر خيار الغسيل الساخن، توصي باستخدام المكواة البخارية كبديل فعال، إذ يخترق البخار أعماق الجورب ويقضي على الفيروسات والفطريات.

المضاعفات الصحية... ليست مزحة

من بين البكتيريا التي قد تستوطن الجوارب القذرة: المكورات العنقودية، المبيضات، الرشاشيات، بل وحتى فيروسات الورم الحليمي البشري المسببة للثآليل الأخمصية. وتسبب بعض هذه الميكروبات أمراضًا جلدية مؤلمة، أو تنتقل إلى الآخرين عبر الأرضيات، وقد تصل في حالات نادرة إلى مجرى الدم مهددة الحياة.

روتين صحي بسيط... ولكن فعّال

لضمان نظافة الجوارب، ينصح الخبراء بقلبها من الداخل قبل الغسل، واستخدام منظفات تحتوي على إنزيمات مخصصة لتفكيك الدهون وخلايا الجلد الميت، مع الحرص على كيّها بعد التجفيف، كما يُفضَّل تغيير الجوارب يومياً، وعدم تأجيل غسلها لفترات طويلة.

ليست الجوارب وحدها عرضة لغزو الميكروبات. فقد أظهرت دراسات أن الجوارب المتسخة يمكن أن تنقل البكتيريا من أرضيات المستشفيات إلى الأسرة، مما يسلط الضوء على أهمية التنظيف الدقيق حتى في تفاصيل تبدو بسيطة.

وقال الدكتور فريستون في ختام توصياته: "نظافة الجوارب ليست رفاهية، بل ضرورة صحية... والمكواة، رغم بساطتها، قد تكون خط الدفاع الأخير ضد عدو لا يُرى."