ما حكم أداء الصلاة بملابس الرياضة؟.. دار الإفتاء توضح

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا عبر موقعها الرسمي من أحد المواطنين، يسأل فيه عن حكم أداء الصلاة أثناء ارتداء ملابس الرياضة (الترينج)، وما إذا كان ذلك يؤثر على صحة الصلاة.
حكم أداء الصلاة بملابس الرياضة
وفي ردها، أوضحت دار الإفتاء أن من الشروط التي نص عليها الشرع الشريف لصحة الصلاة: ستر العورة، مستندة في ذلك إلى قول الله تعالى:﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]، وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما "الزينة" المقصودة في الآية بأنها الثياب في الصلاة.
كما استشهدت الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةَ حَائِضٍ -أي بالغة- إِلَّا بِخِمَارٍ»وهو حديث رواه الإمام الترمذي.
حكم ستر العورة في الصلاة
بيَّنت دار الإفتاء أن العلماء قد حددوا المقصود بستر العورة للرجال في الصلاة بأنه يشمل المنطقة ما بين السرة والركبة، على أن يكون اللباس ساترًا للون البشرة.
فإذا كان الثوب خفيفًا يُظهر لون الجلد -كأن يُرى بياضه أو حمرته من تحته- فلا تصح الصلاة فيه، لأن الستر لا يتحقق في هذه الحالة، أما إن كان الثوب يستر لون البشرة لكنه يصف شكل الجسم (أي ضيقًا)، فقد أجاز العلماء الصلاة فيه، لكنها تكون مع الكراهة.
وبناء على ما سبق، وبالرجوع إلى السؤال، أفادت دار الإفتاء أن الصلاة في ملابس الرياضة (الترينج) صحيحة شرعًا، بشرط أن يكون الثوب ساترًا للون البشرة في المنطقة ما بين السرة والركبة، حتى وإن كان ضيقًا قليلاً، إلا أن الضيق الذي يصف تفاصيل الجسد يُعد مكروهًا من حيث الأدب في الصلاة، لكن لا يُبطلها.
حكم الصلاة بالملابس الخفيفة داخل المنزل
وفي سياق متصل، تناول الشيخ أبو اليزيد سلامة، أحد علماء الأزهر الشريف، مسألة صلاة الرجل في الملابس الخفيفة داخل المنزل، متطرقًا إلى السؤال الشائع:
هل يجوز للرجل أن يصلي مرتديًا الملابس الداخلية؟
أجاب الشيخ موضحًا أن ستر العورة شرط أساسي لصحة الصلاة، موضحًا أن عورة الرجل تمتد من السرة إلى الركبة، ويُستحب تغطية السرة والركبة أيضًا خروجًا من الخلاف الفقهي واحتياطًا.
وأشار إلى أنه من الآداب المستحبة في الصلاة ألا يصلي الرجل مرتديًا "فانلة حمالات" تكشف كتفيه، مبينًا أن الصلاة صحيحة في هذه الحالة، إلا أن الأفضل أن يكون المصلي في هيئة كاملة لائقة، لأن الصلاة وقوف بين يدي الله عز وجل.
وأكد الشيخ أن من لا يجد من الثياب إلا القليل –كأن يكون فقيرًا– فالمطلوب منه على الأقل ستر العورة، لأن إظهار لون البشرة أو ارتداء ملابس شفافة تجعل الصلاة باطلة، لعدم تحقق شرط الستر.