بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هل المواظبة على الصلاة تُغني عن قضاء الصلوات الفائتة؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد المتابعين، يسأل فيه عن حكم المواظبة على الصلاة في الحاضر، وهل تُسقِط عن المسلم وجوب قضاء الصلوات التي فاتته في الماضي؟ وأضاف السائل أنه يواظب حاليًا على أداء الفرائض والسنن قدر استطاعته، لكنه فاته عدد كبير من الصلوات والفرائض يصل إلى نحو عشر سنوات، متسائلًا: هل تكفي المحافظة على الصلاة الآن من دون قضاء ما سبق؟
 


هل المواظبة على الصلاة تُغني عن قضاء الصلوات الفائتة؟

 أجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، موضحةً أن الله سبحانه وتعالى شرع لعباده عبادات تُقرّبهم منه، وجعل من أعظم هذه العبادات الصلوات الخمس التي فُرضت ليلة الإسراء والمعراج على النبي محمد ﷺ.

 وأضافت، أن القرآن الكريم شدد على أهمية الصلاة، وأمر بإقامتها والمحافظة عليها في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى:

﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]
﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: 9]
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]

 

 كما بيّن القرآن الكريم أن للصلاة أوقاتًا محددة، فقال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]

 

 وأوضحت دار الإفتاء أن من فاتته صلاةٌ لنوم أو نسيان، فعليه أن يُبادر إلى قضائها عند تذكّرها، استنادًا لقول النبي ﷺ: «إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾»
رواه مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

 

 وشددت الدار على أنه لا يُسقِط قضاء الصلوات المواظبة على أدائها في الوقت الحاضر، بل يجب على المسلم أن يسعى لقضاء ما فاته قدر استطاعته، خصوصًا إذا كانت المدة طويلة، كما في حالة السائل. ويمكنه أن يعوّض ذلك بأن يُصلّي مع كل فريضة حاضرة فريضة فائتة، إلى أن يستوفي ما عليه.

 وختمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الله تعالى هو الأعلم بصدق النوايا، وهو الذي يتولى سرائر عباده، داعيةً إلى المداومة على الصلاة مع الاجتهاد في القضاء، والحرص على الاستغفار وطلب العفو من الله عز وجل.