بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"بعد القبض عليهم".. يسري نصرالله ينتقد غزو "التيك توكرز" ويحذر من تدهور الذوق العام

بوابة الوفد الإلكترونية

في ظل تزايد الانتقادات والإجراءات الأمنية المتخذة مؤخرًا ضد عدد من صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصًا "تيك توك"، عبّر المخرج السينمائي يسري نصرالله عن قلقه من تصاعد ظاهرة الـ"بلوجرز" و"التيك توكرز"، مشيرًا إلى مخاوفه من نوعية المحتوى الذي أصبح يحظى بانتشار واسع في الفترة الأخيرة.

 

المخرج يسري نصر الله
المخرج يسري نصر الله

ومن خلال منشور مطوّل شاركه عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أعرب نصرالله عن دهشته من التناقض المجتمعي الحاد تجاه ما وصفه بـ"الفساد الذوقي"، متسائلًا عن السبب الذي يدفع الجماهير للانجذاب إلى هذا النوع من المحتوى رغم علمهم المسبق بتدني مستواه وضعف قيمته الفنية والأخلاقية.
وقال نصرالله، إن ما يُقدَّم على منصات مثل "تيك توك" لا يرقى بأي حال من الأحوال إلى كونه فنًا حقيقيًا أو حتى محتوى أخلاقيًا يمكن أن يُحتذى به، وأضاف أن صناع هذا النوع من الفيديوهات يعلمون تمامًا أنهم لا يقدمون قدوة حسنة أو رسالة نبيلة، ومع ذلك يستمرون في الإنتاج لأن هناك جمهورًا يستهلك، وأحيانًا يروّج لهذا النمط السطحي من الترفيه.
وأشار إلى أن الظاهرة الأخطر تكمن في التناقض الجماهيري، إذ يتسابق البعض إلى مشاهدة هذه المقاطع والضحك عليها، ثم يعودون للهجوم على أصحابها بمجرد أن يصبحوا هدفًا قانونيًا أو مادة جدلية، في محاولة لتبرئة أنفسهم من المشاركة في هذه المنظومة، وعلّق متسائلًا: “لماذا ننجذب لهذا الفساد الذوقي طالما كان المنتِج شخصًا يسهل الهجوم عليه؟”
وفي تحليله للواقع الفني والاجتماعي، شدد نصرالله على أن القضية لا تتعلق فقط بمحاسبة صناع المحتوى أو ضبطهم أمنيًا، بل تتطلب مراجعة عميقة وشاملة للذوق العام، والعودة إلى معايير الجمال والفكر التي لطالما شكّلت ركيزة أساسية في الوعي الثقافي المصري والعربي، ودعا في ختام حديثه إلى ضرورة طرح أسئلة أعمق بدلاً من الاكتفاء بردود فعل سطحية أو قرارات شكلية قد لا تعالج جوهر الأزمة.

وتزامنت تصريحات المخرج يسري نصرالله مع حملة أمنية استهدفت عددًا من صناع المحتوى من "التيك توكرز" و"البلوجرز"، بعد توجيه اتهامات لهم بنشر محتوى يُعتبر مسيئًا أو مخلًا بالقيم.

أثارت هذه الإجراءات حالة من الجدل الواسع، بين من يرى أنها ضرورية لحماية الذوق العام، ومن يعتبرها تضييقًا على حرية التعبير، وفي خضم هذا الجدل، عبّر عدد من المثقفين والفنانين، عن مواقف واضحة ترفض تسطيح المحتوى الثقافي وتدعو لإعادة الاعتبار للقيم الفنية والإعلامية.