بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مايكروسوفت تطلق نظام تحقق من العمر على Xbox وتخطط للتوسع عالميًا

بوابة الوفد الإلكترونية

بدأت مايكروسوفت في تطبيق نظام جديد للتحقق من العمر على حسابات Xbox في المملكة المتحدة، كجزء من جهودها للامتثال لقانون السلامة على الإنترنت الذي تم إقراره عام 2023. 

ووفقًا لبيان رسمي نشرته الشركة على مدونتها، تهدف الخطوة إلى تعزيز الحماية الرقمية للمستخدمين، خاصةً القُصّر، مع خطة مستقبلية لتوسيع نطاق التحقق ليشمل بلدانًا أخرى خلال السنوات القادمة.

وأوضحت مايكروسوفت أن اللاعبين المقيمين في المملكة المتحدة، والذين تُظهر حساباتهم أن أعمارهم تتجاوز 18 عامًا، سيبدأون في تلقي إشعارات تدعوهم إلى التحقق من أعمارهم. 

ورغم أن هذه العملية لا تزال اختيارية حتى الآن، إلا أن الشركة تُخطط لجعلها إلزامية بحلول أوائل عام 2026، وذلك كشرط أساسي للاحتفاظ بالوصول الكامل إلى المزايا الاجتماعية على Xbox، مثل الدردشة الصوتية والنصية، وإرسال واستقبال دعوات الألعاب.

في حال لم يُجرِ المستخدم عملية التحقق، فسيظل بإمكانه شراء الألعاب ولعبها وتحقيق الإنجازات، إلا أن الميزات الاجتماعية ستُصبح محدودة، وتقتصر فقط على التفاعل مع قائمة الأصدقاء الحالية. 

وتسعى مايكروسوفت من خلال هذه السياسة إلى تقليل تعرض المستخدمين، خاصة الأصغر سنًا، للمحتوى غير المناسب أو الاتصالات المجهولة الخطرة.

ويُذكر أن قانون السلامة على الإنترنت في المملكة المتحدة جاء ليواجه تحديات العصر الرقمي، أبرزها منع الوصول غير المرغوب فيه للمحتوى الجنسي العنيف أو المزيّف باستخدام تقنيات التزييف العميق (Deepfake)، فضلًا عن فرض حماية أكبر للأطفال والمراهقين من المحتوى المخصص للبالغين. ونظرًا للضغوط التنظيمية، تبنّت العديد من المنصات مثل Reddit وDiscord وBluesky، بجانب مايكروسوفت، حلولًا للتحقق من العمر، ما يعكس تحوّلًا عالميًا نحو تنظيم المحتوى الرقمي بطريقة أكثر تشددًا.

في المملكة المتحدة، توفر مايكروسوفت خيارات تحقق متعددة تشمل بطاقة الهوية الحكومية، والتحقق من بطاقة الائتمان، واستخدام مزود خدمة الهاتف المحمول، أو أدوات تقدير العمر المعتمدة. لكنها أشارت إلى أن أنظمة التحقق في البلدان الأخرى قد تختلف في الشكل والآلية، وإن كانت ستعتمد جميعها على مبدأ أساسي هو إثبات العمر.

ورغم أهمية الخطوة من حيث تعزيز الأمان الرقمي، فإنها تُثير تساؤلات كبيرة حول الخصوصية، خاصة أن المستخدمين سيُطالبون بمشاركة بيانات شخصية حساسة مثل بطاقات الهوية أو معلومات الدفع. كما أن التحايل على أنظمة التحقق لا يزال ممكنًا، إذ تشير تقارير من موقع The Verge إلى إمكانية تجاوز بوابات التحقق باستخدام أدوات مثل وضع التصوير داخل بعض الألعاب، أو الشبكات الافتراضية الخاصة (VPNs).

ويُرجّح الخبراء أن التوسع العالمي في تطبيق مثل هذه الإجراءات سيتطلب توازنًا دقيقًا بين حماية المستخدمين واحترام حرياتهم الرقمية. ومع استمرار مايكروسوفت في اختبار نظامها وتحسينه، تبقى الشفافية والثقة عنصرين حاسمين في ضمان تقبّل اللاعبين لهذه التغييرات.

في النهاية، يبدو أن عالم الألعاب لم يعد مجرد مساحة للترفيه، بل أصبح ميدانًا جديدًا لتنفيذ سياسات السلامة الرقمية وحماية البيانات، وسيكون لممارسات الشركات العملاقة مثل مايكروسوفت دور كبير في تحديد شكل هذا المستقبل الرقمي الآمن.