ردَّا ً على أكاذيب خليل الحية : مصر لن تحارب بالوكالة ولن تُزوَّر الحقائق
لم يكتفِ القيادي في حركة خليل الحية بالعيش في كنف الرفاهية القطرية، بل خرج علينا من الدوحة يهاجم مصر زاعمًا – كذباً وافتراء ً – أن القاهرة تُعيق المساعدات لغزة بإغلاق معبر رفح. وكعادته، يُلقي الحية بالاتهامات بينما الحقائق تدينه وتفضح زيف خطابه.
منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة في عام 2007، شهد معبر رفح تحديات أمنية وسياسية معقدة، ومع اندلاع الحرب الأخيرة، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني للمعبر دون اي تصدي ولو بالقاء حجر من قبل حماس !!! مما عطّل عمليا ً حركة العبور والإمدادات .
مصر في المقابل لم تغلق الباب؛ بل تحملت العبء الأكبر في تمرير المساعدات الغذائية والإنسانية، وعملت على مدار الساعة مع منظمات دولية لتخفيف معاناة أهل غزة.
إذاً، من الذي يمنع المساعدات ؟
ليس مصر، بل حصار ودمار فرضته إسرائيل وتجاهلته حماس عمداً ورضيت به .
ومن سخرية القدر أنه؛ بينما يعيش كبار قادة حماس في قصور فارهة بالدوحة وإسطنبول وعواصم أوروبية، تقبُع عناصر الحركة وأعضائها داخل الأنفاق تحت ارض غزة، حيث يُتركون سكان واهل غزة المغلوب علي أمرهم منذ ان تحكمت بهم حماس واستقلت بغزة بعيدا ً عن الممثل الشرعي لفلسطين، لمواجهة الموت بالقتل والتجويع وحجب الخدمة الطبية ، والأحياء منهم يُستخدمون كدروع بشرية، بينما قادتهم يتنعمون بالمليارات.
التقارير الموثقة تكشف أن ثروات القادة الثلاثة الكبار؛ إسماعيل هنية وخالد مشعل وموسى أبو مرزوق تتجاوز 11 مليار دولار مجتمعين (إسماعيل هنية يملك نحو 4 مليارات دولار، وخالد مشعل يملك قرابة 4 مليارات، بينما موسى أبو مرزوق يمتلك ما يقارب 3 مليارات).
مصدر هذه الأموال هو الدعم المالي المتحصل عليه من قطر وإيران، وعائدات الضرائب والتهريب داخل غزة، في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من فقر مدقع وحصار خانق.
منذ تأسيسها عام 1987، أعلنت حماس نفسها فرعا ًلجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وأقرت بوضوح في الإعلان التأسيسي الذي أذيع علي الملأ أنها هي الذراع العسكري للإخوان وليست مشروعا ً وطنيا ًخالصا ً لخدمة الشعب والقضية الفلسطينية. هذه الحقيقة غُيبت لعقود خلف شعارات “المقاومة”، لكن السلوكيات والارتباطات التنظيمية تثبت العكس.
مصر لا حاجة لها للرد بالمثل ولا بنفس خسة ترديد شائعات أو قصص غير موثقة، فالواقع يكفي لفضح طبيعة العلاقة بين بعض قيادات حماس وإسرائيل.
فهناك تفاهمات ميدانية واتفاقات تهدئة متكررة بوساطة دولية، وهناك تغاضي إسرائيلي عن ثراء القادة وتحركاتهم في الخارج واستمرار سلطتهم على غزة دون سقوط أو مواجهة حقيقية تُنهي حكمهم، هذه الحقائق تكشف شبكة مصالح متبادلة، لا تتسق مع خطاب المقاومة المُنَمَّق الذي تحاول حماس تسويقه.
مصر التي دفعت بدمائها وأرواح شعبها دفاعا ً عن القضية الفلسطينية منذ عام ١٩٤٨ ، وما تبع ذلك من حروب 1967 و1973 بالوكالة عن أصحاب القضية وبالنيابة عن العرب جميعا ً، القابعين في مقاعد المشاهدين ، مكتفين بإطلاق شعارات وبيانات الأخوة والمحبة والأحضان الدافئة في اللقاءات الرسمية؛ بينما نجدهم في الخفاء يدعمون إسرائيل بتعليمات خارجية ! ويوقعون مذكرات التفاهم واتفاقيات التطبيع وفتح مكاتب للتمثيل التجاري وخلافه .
ومع شديد الأسف والحسرة أن نشهد ويشهد عليهم أحرار العالم بأسره سعيهم الدائم لزجّ مصر في خضم معارك لا تخصها، مصر اكتوت بنيران هذه الحروب حتى تحوّلت من دولة دائنة إلى دولة مدينة مثقلة بديون تقترب اليوم من 200 مليار دولار، في حين أن من ضحت من أجلهم لم يدفعوا عنها يوما ً، بل تسارع بعض أنظمتهم من حين لآخر – كلما صدرت لهم الأوامر – إلى دفع “البليونات” كأجور حماية لعروشهم من حساب دماء شعوبهم.
مصر بعد كل هذه التضحيات، وبعد كافة المواقف السلبية والمُخزية للآخرون ؛؛؛ لن تعود أبدا ً إلى زمن الحروب بالوكالة. دورها اليوم واضح، وسيط عادل ومنقذ إنساني، لا مقاتل بالنيابة عن الآخرين.
ومن يحاول تشويه صورة مصر أو تحميلها وزر أزمات غزة، يتجاهل أن القاهرة هي التي فتحت وما زالت تفتح أبوابها للمساعدات والمصابين، بينما بعض القادة الذين يهاجمونها ينعمون في القصور أو يختبئون في أنفاق محصنة بعيدا ً عن معاناة شعبهم.
هذا المدعو الحية ( الاسم علي المسمي ) ومن معه يمكنهم أن يصرخوا من قطر قدر ما يشاؤون، لكنّ الحقيقة ستبقى واضحة؛ مصر لم ولا تمنع دعم قطاع غزة المحاصر من إسرائيل من جهة وحواس من جهة اخري ، بل هي في المقدمة دائما ً واعداد الشاحنات وأطنان المساعدات المتخالفة خير دليل علي مواقف مصر الشريفة كعهدها دائما ً وأبدا ً.
بإيجاز ؛؛؛
مصر، بقرار سيادي حاسم، تلبية لرغبة وارادة شعبها لن تعود أبدا ً إلى زمن الحروب بالوكالة عن الآخرين .