"دمها على يد أبيها".. حبس بائع خردة بتهمة قتل ابنته بالشرقية

قررت نيابة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، حبس بائع خردة لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالتعدي على ابنته بالضرب المبرح حتى فارقت الحياة، داخل منزل الأسرة بقرية العصايد التابعة لدائرة المركز، وذلك على خلفية مشادة نشبت بينهما بسبب رغبة الفتاة في فسخ خطبتها.
وترجع تفاصيل الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بالشرقية إخطارًا من مركز شرطة ديرب نجم، يفيد ورود بلاغ بوفاة فتاة تُدعى «ي. أ. س» تبلغ من العمر 17 عامًا، داخل منزل أسرتها بقرية العصايد، في ظروف غامضة، ما أثار الشكوك حول وجود شبهة جنائية في الواقعة.
وانتقل فريق من ضباط مباحث المركز إلى موقع البلاغ، وبإجراء المعاينة والفحص، تبين وجود آثار إصابات ظاهرية على جسد الفتاة المتوفاة، ما أكد وجود شبهة جنائية، فتم التحفظ على الجثمان تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بنقله إلى مشرحة مستشفى الزقازيق العام لتشريحه وبيان سبب الوفاة.
وأوضحت التحريات التي أجراها فريق البحث الجنائي أن والد الفتاة، وهو بائع خردة في العقد الرابع من عمره، كان وراء ارتكاب الواقعة، حيث نشبت بينه وبين ابنته مشادة كلامية حادة تطورت إلى اعتداء عنيف، خلال جلسة عتاب بعدما أبلغته برغبتها في إنهاء خطبتها التي لم تكن مرتاحة لها، الأمر الذي لم يتقبله الأب.
وكشفت التحقيقات أن المجني عليها، الطالبة بالصف الثاني الثانوي الأزهري، كانت تطمح إلى استكمال دراستها، وتحلم بمستقبل تعليمي أفضل، إلا أن والدها كان يصرّ على إخراجها من التعليم، وإجبارها على الزواج، ما تسبب في تصاعد حدة الخلافات بينهما في الآونة الأخيرة.
وخلال الجلسة التي تحولت إلى مأساة، فقد الأب أعصابه وانهال على ابنته ضربًا مستخدمًا يديه وأداة حادة، بحسب ما كشفت عنه أقوال الشهود، لتسقط أرضًا دون حراك، قبل أن تفارق الحياة متأثرة بإصاباتها.
وبعد تقنين الإجراءات، تم ضبط الأب المتهم، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، مؤكدًا أنه لم يكن ينوي قتلها، بل أراد "تأديبها" – بحسب زعمه – بسبب خلافاتهما الأخيرة.
وقررت النيابة العامة ندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها، وأمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيق.
وسادت حالة من الحزن العارم بين أهالي قرية العصايد والقرى المجاورة، وسط تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن حزنهم وغضبهم من الحادثة، مطالبين بمحاكمة عاجلة للمتهم، ووقف مثل هذه الانتهاكات الأسرية التي تنتهي بمآسٍ مفجعة.
ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف المزيد من ملابسات القضية، تمهيدًا لإحالتها إلى المحكمة المختصة، وسط دعوات مجتمعية بإنزال أقصى العقوبات على الأب المتهم ليكون عبرة وردعًا لكل من يظن أن القسوة يمكن أن تبني أسرة.