بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ناسا تواجه موجة استقالات غير مسبوقة تهدد مستقبل برامجها العلمية

وكالة ناسا
وكالة ناسا

أغلقت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الجولة الثانية من برنامج الاستقالات المؤجلة يوم الجمعة الماضي، لتسجّل رقمًا صادمًا بلغ نحو 3000 طلب استقالة جديدة من موظفيها، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرج. 

ومع هذه الجولة الجديدة، يرتفع إجمالي عدد الموظفين المستقيلين إلى قرابة 4000 موظف، أي ما يعادل نحو 20% من إجمالي القوى العاملة في الوكالة، ما يثير مخاوف جدية بشأن تأثير هذا النزيف البشري على قدرة الوكالة في مواصلة مهامها العلمية والبحثية.

برنامج الاستقالات المؤجلة، الذي أطلقته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في يناير، جاء كجزء من سياسة تقليص الجهاز الإداري للحكومة الفيدرالية، بتوجيه من وزارة الطاقة التي كان يرأسها آنذاك رجل الأعمال إيلون ماسك. 

يتيح البرنامج للموظفين الحكوميين تقديم استقالاتهم مقابل الحصول على مكافآت مالية، مع استمرار تلقيهم للأجور والمزايا لفترة زمنية محددة بعد الاستقالة.

الجولة الأولى من البرنامج شهدت استقالة نحو 870 موظفًا من ناسا، لكن الجولة الثانية، التي فُتحت في يونيو وأُغلقت في 25 يوليو، شهدت قفزة كبيرة في عدد الطلبات، مما يشير إلى تصاعد حالة القلق وعدم الرضا داخل الوكالة. 

وتزامن ذلك مع ما كشفته تقارير سابقة نشرتها "بوليتيكو"، ذكرت فيها أن أكثر من 2000 من كبار موظفي ناسا وافقوا أيضًا على الانضمام إلى برنامج الاستقالات، ما يعكس عمق الأزمة الإدارية التي تمر بها الوكالة.

تأتي هذه التطورات في وقت حرج تواجه فيه ناسا تخفيضات حادة مقترحة في ميزانيتها من قبل الكونجرس الأمريكي، وهي تخفيضات قد تطال البرامج العلمية والبحثية التي تعتمد عليها الوكالة في استكشاف الفضاء وتعزيز الأمن القومي والتقدم التكنولوجي.

 وبحسب بيان تم توجيهه إلى بلومبرج، فإن هذه التخفيضات قد تؤدي إلى تقليص آلاف الوظائف، مما يُهدد مستقبل مشاريع بحثية ضخمة مثل بعثات القمر والمريخ، ومهام التلسكوبات الفضائية، ومبادرات التعاون الدولي.

وفي محاولة لوقف النزيف، وجّه عدد من موظفي ناسا الحاليين والسابقين رسالة رسمية إلى المدير المؤقت للوكالة، شون دافي، يوم 21 يوليو، حذّروا فيها من خطورة هذه السياسات. وطالبوا دافي برفض "التخفيضات الضارة"، مؤكدين أن ما يحدث حاليًا "يُهدد بإهدار الموارد العامة، وتعريض حياة البشر للخطر، وإضعاف الأمن القومي، وتقويض مهمة ناسا الأساسية التي لطالما قادت الولايات المتحدة إلى الريادة في استكشاف الفضاء".

ومع تصاعد الأزمة، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل الوكالة وقدرتها على استعادة استقرارها الإداري والعلمي في ظل بيئة سياسية واقتصادية شديدة التعقيد.