طوفان مساعدات مصرية إلى غزة

كثفت مصر اليوم جهودها فى كسر الحصار عن الشعب الفلسطينى المحاصر بالموت قتلًا وجوعًا وعطشًا الذى فرضته قوات الاحتلال على قطاع غزة، ويواصل جسر المساعدات الإنسانية طريقه بشاحنات المساعدات إلى النازحين فى القطاع، وأنشأ الهلال الأحمر المصرى مخبزًا إنسانيًا بالشيخ زويد بشمال سيناء، وذلك لإنتاج آلاف الأرغفة يوميًا وتوجيهها إلى القطاع، ضمن جهود متكاملة تشمل التحضير، الشحن، والتنسيق عبر فرق منتشرة على الطريق المؤدى إلى معبر كرم أبوسالم الفلسطينى المحتل.

جاء ذلك فى إطار مبادرة «لُقمة هنيّة من مصر إلى غزة» التى تأتى بالتزامن مع تكثيف الجهود لاستمرار الدفع بالمساعدات الغذائية فيما يشهد القطاع نقصًا حادًا فى الغذاء.

وأوضح الهلال الأحمر أن المخبز الآلى التابع له يستهدف إمداد أهل غزة بعشرات الآلاف من الأرغفة بشكل مستمر، وذلك فى إطار جهود الهلال الأحمر ؛ لتوسيع نطاق خدماته الإنسانية وتلبية الاحتياجات الغذائية للأسر الفلسطينية.

ويعتبر مركز الإمداد الغذائى «المطبخ الإنساني» من أوجه الدعم التى تقدمها مصر إلى أهالى القطاع منذ بداية الأزمة، من أجل إدخال المساعدات الغذائية العاجلة وتوفير السلال الغذائية المتكاملة، الدقيق، الخبز، بالإضافة إلى الوجبات الساخنة والجافة. ويعمل المطبخ الإنسانى والذى كان قد بدأ تشغيله فى مارس 2024، على إعداد الوجبات الساخنة والجافة والخبز الطازج، حيث دعم أهالى القطاع خلال شهر رمضان 2024، بنحو 2 مليون رغيف خبز، وأكثر من نصف مليون وجبة ساخنة، وقرابة 700 ألف وجبة جافة.

وأشاد «أمجد الشوا» مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، بالجهود المصرية لإدخال كميات كبيرة من المساعدات إلى القطاع. وأشار إلى أن الإجراءات التعسفية والعراقيل التى تفرضها إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية تمثل إمعانًا متعمدًا فى تعميق الأزمة الإنسانية. 

وقال الشوا خلال تصريحات صحفية إن القطاع يواجه كارثة إنسانية على رغم الزخم الدولى المستمر للضغط على دولة الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات بكميات كبيرة، إلا أن إسرائيل ما زالت تماطل وتمارس جميع العراقيل لإدخال كميات لا تكفى لسد رمق الجائعين.

كما أشادت منصة «نورث أفريكا بوست» المتخصصة فى الشئون الإفريقية بدور مصر فى تخفيف المعاناة الإنسانية لأهالى القطاع منذ تفجر الأزمة فى السابع من أكتوبر 2023.

أكدت صحيفة الجارديان البريطانية تعمد الاحتلال الإسرائيلى ارتكاب إبادة جماعية بطيئة فى غزة، عنوانها الأبرز: «تجويع المدنيين عمدًا كوسيلة للحرب».

وقالت الصحيفة إن تعمد الاحتلال خلق المجاعة فى غزة ليست مزاعم إعلامية أو شعارات سياسية، بل تصريحات علنية، وإجراءات ممنهجة، وسجل من الجرائم المفتوحة تحت أنظار العالم بل وبمباركته.

وأكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن الأزمة فى غزة تتفاقم، فى حين يراقبها العالم بصمت. وقالت فى بيان لها إن الأطفال فى غزة ينتظرون فى طوابير طويلة تحت أشعة الشمس للحصول على المياه. 

وأكد المكتب الإعلامى الحكومى بالقطاع فى بيان له أن الاحتلال يعزز هندسة الفوضى والتجويع، وذلك عقب نهب 109 شاحنات مساعدات وأشار إلى أن 6 عمليات إنزال جوى، سقطت 4 منها فى مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال أو فى أحياء سبق أن أُمر الفلسطينيون بإخلائها، ويعرض من يتواجد فيها للاستهداف والقتل المباشر، ما يجعل هذه الإنزالات عديمة الجدوى، بل وخطرة على حياة الفلسطينيين المجوّعين. وأعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة عن دعم 80% من الإسرائيليين للتوصل لاتفاق يعيد كل المخطوفين، يأتى ذلك فى الوقت الذى جمع فيه قادة أحزاب المعارضة فى الاحتلال لعقد اجتماع طارئ للكنيست خلال العطلة السنوية لمناقشة قضية إعادة الأسرى وإنهاء الحرب على غزة ومناقشة قانون إعفاء الحريديم من التجنيد.