بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قضية فلسطين وموقف مشرِّف يستحق الفخر

لا يحتاج المرء إلا دلائل متعددة أو شواهد مختلفة ليبصر سمو الموقف المصرى قيادة وشعبا فى قضية فلسطين، والتى تبقى محورا أساسيا من محاور السياسة المصرية الخارجية على مدى الأزمنة.

ورغم ذلك، فقد اختارت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة هذه القضية المحسومة سلفا لتثير القيل والقال وتحاول استخدامها لبلبلة الرأى العام، وزعزعة الاستقرار.

ذلك لأن هذه الجماعة المتأسلمة اعتادت بانتهازيتها المعهودة دائما المتاجرة بالقيم النبيلة والمبادئ العظيمة فى سبيل تحقيق غاياتها ومصالحها الضيقة. من هنا نشرت الجماعة خلال الأسابيع الأخيرة منشورات تحريض عديدة، ودعوات لافتعال الأزمات، وشائعات مغرضة لنشر الفوضى تحت زعم نصرة الشعب الفلسطينى الشقيق.

وعلى صفحات التواصل تكررت الأقاويل المغلوطة والمعلومات المضللة الرامية إلى فتح المعبر من جانب واحد، دون الأخذ بعين الاعتبار ما يحدثه ذلك من تهديد للأمن القومى المصرى، وما يسمح معه بتنفيذ سيناريو تهجير الشعب الفلسطينى الشقيق عن أرضه ودفعه إلى النزوح خارجها، وهو ما يمثل تصفية حقيقية للقضية الفلسطينية.

لقد أعيت الانتهازية أصحابها حتى بلغت درجة من الانحطاط وصلت إلى حد اهدار الدم المسفوح عبر ثمانية عقود، ونسيان تضحيات الشهداء من فلسطين ومصر، وغيرها من الأقطار العربية، طلبا لحالة فوضى عامة يعود من خلالها التيار الدينى المتأسلم مرة أخرى للسلطة.

يستغرب البعض درجة سذاجة المتقولين على الوطن فى بعض وسائل الإعلام العالمية، والذين يصرون على رفع الشعارات الرنانة، وشحذ المعنويات والهمم، وتحريض العامة على كل فعل تخريبى أهوج بلا أدنى ذرة ضمير.

إن المرء ليتعجب كيف سعى أعضاء جماعة الإخوان إلى حصار واغلاق بعض السفارات المصرية وتشويهها فى الخارج، ولم يقترب أحدهم من سفارات إسرائيل أو غيرها من الدول المساندة لها رغم ما تمارسه من قتل يومى للنساء والأطفال والشيوخ.

ومهما قلنا أو كتبنا، فإن الجميع  - مصريين وفلسطينيين وعربا - يدركون إلى أى مدى ظلت مصر حريصة على دعم ومساندة الشعب الفلسطينى فى قضيته العادلة، وصولا إلى تحقيق حل الدولتين، واعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

لقد كان موقف مصر مشرفا وقاطعا وعظيما فى التصدى للعدوان الوحشى على المدنيين والعزل فى قطاع غزة، فقدمت المساعدات واستقبلت الجرحى والمصابين، ونددت بالعدوان الإسرائيلى فى كل محفل دولى.

ووظفت مصر قواها الناعمة ودبلوماسيتها القوية فى الضغط على إسرائيل لكبح عدوانها وبذل كل جهد للتوصل لاتفاقات لوقف اطلاق النار، كذلك اقترحت مصر خطة اعمار واقعية وشاملة للقطاع المدمر، وطرحت تصورات ممكنة لاستئناف الحياة مرة أخرى فى القطاع.

لم تكن مصر بعيدة عن قضية فلسطين يوما من الأيام، فعلى مدى العقود الثمانية الماضية دفع الشعب المصرى ضريبة مساندة الحق والعدل والحرية، وتحمل فى صلابة إباء وشمم أزمات وخسائر فى الأرواح والتنمية نتيجة الموقف الشريف.

لذا، فإن أحدا لا يمكنه المزايدة على مصر، وعلى دورها، ومواقفها، وسيظل هذا البلد دائما أرضا للسلام والأمان وبوصلة العدل والحق فى المنطقة وفى العالم.

ومهما حاول دعاة الفتنة تفتيت وحدة الصف، فإن رهاناتهم حتما خاسرة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.