مؤتمر طبي بجامعة الزقازيق يناقش دور الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي
شهدت جامعة الزقازيق انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي السنوي العشرين لكلية الطب البشري، تحت عنوان "دور الذكاء الاصطناعي في التشخيص"، وذلك بمقر المركز العلمي التابع لمستشفيات الجامعة، بمشاركة واسعة من القيادات الأكاديمية والتنفيذية ونخبة من الأطباء والعلماء من مختلف الجامعات والمراكز البحثية.
وبحضور لافت من مسؤولي المحافظة ونواب رؤساء الجامعة وعدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس.
ويأتي انعقاد المؤتمر في إطار توجه الدولة نحو تعزيز البحث العلمي وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وعلى رأسها القطاع الصحي، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة ويُسهم في تحسين جودة الرعاية الطبية المقدمة للمواطنين.
وقد جرت فعاليات المؤتمر تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق، وبمشاركة الدكتور أحمد عبد المعطي والمهندسة لبنى عبد العزيز نائبي محافظ الشرقية، والدكتور إيهاب الببلاوي نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور هلال عفيفي نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور أحمد عناني عميد كلية الطب ومستشار وزير التعليم العالي للسياسات الصحية، إلى جانب عدد من القيادات البارزة في القطاع الصحي وأساتذة الطب بالجامعات المصرية.
ناقش المؤتمر، عبر عدد من الجلسات العلمية المتخصصة، أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والتجارب العملية في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، وكيفية توظيف تقنيات التحليل الرقمي للصور والإشارات الطبية، ودور البرمجيات الذكية في دعم القرار الطبي والتشخيص المبكر للأمراض، خاصة المزمنة منها والحرجة. كما تناول المؤتمر سُبل دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في أنظمة المستشفيات الإلكترونية وتطبيقاتها في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل نسب الخطأ البشري.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد الدكتور أحمد عناني أن المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية، مع ازدياد الاعتماد العالمي على الحلول التكنولوجية والرقمية في القطاع الطبي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة وليس رفاهية، خاصة في مجالات مثل الأشعة، وتحليل البيانات الحيوية، وإدارة السجلات الطبية. وشدد على أهمية أن تواكب المؤسسات التعليمية والطبية هذا التطور السريع، من خلال تدريب الكوادر البشرية وتأهيلها للتعامل مع الأنظمة الذكية.
من جانبه، أشار الدكتور وليد ندا، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة الزقازيق، إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجامعة والمحافظة والجهات التنفيذية، من أجل دعم القطاع الصحي ومواجهة التحديات التي يواجهها على أرض الواقع.
ولفت إلى أن المؤتمر يشكّل منصة علمية متميزة تجمع بين النظرية والتطبيق، وتتيح للباحثين والأطباء تبادل الخبرات ووجهات النظر حول أبرز القضايا المستجدة في الرعاية الصحية.
كما شهد المؤتمر عرض كلمة مسجلة للدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، تحدث فيها عن تجارب مصر الرائدة في توطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، لا سيما في مجال الأشعة التشخيصية والتحاليل المتقدمة، وأشاد بما تمتلكه مصر من كوادر بشرية مؤهلة قادرة على قيادة التحول الرقمي في القطاع الصحي بكفاءة واقتدار.
وشهدت فعاليات المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات العلمية والطبية البارزة، وتم تقديم درع كلية الطب إلى عدد من الحضور تقديرًا لإسهاماتهم في دعم البحث العلمي والعملية التعليمية، كما حرص المشاركون على التقاط الصور التذكارية وتبادل النقاشات حول أهم التوصيات والمخرجات العلمية التي خرج بها المؤتمر.
وفي ختام المؤتمر، دعا المشاركون إلى ضرورة دعم المزيد من الأبحاث التطبيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتضمين مفاهيمه في المناهج الدراسية الطبية، والعمل على بناء شراكات فاعلة بين الجامعات والمؤسسات الصحية والتكنولوجية، من أجل إنشاء نظام صحي متكامل وذكي يواكب تطورات العصر ويقدم أفضل سبل الرعاية للمواطنين.