تفاصيل إنقاذ السفينة «Bumba» بعد اندلاع حريق قرب رأس غارب بالبحر الأحمر

شهدت سواحل مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، عملية إنقاذ بحرية دقيقة في ساعات متأخرة من مساء أمس الثلاثاء ، بعد اندلاع حريق مفاجئ في غرفة محركات سفينة الحاويات التجارية «Bumba»، التي كانت تبحر في البحر الأحمر قادمة من الشمال إلى الجنوب، وتحمل علم دولة ليبيريا، وعلى متنها طاقم مكوّن من 29 فردًا من الجنسية الهندية، إضافة إلى شحنة تزن 21 طنًا من الحاويات والبضائع.
بدأت الواقعة عندما تلقى برج المراقبة البحري التابع لشركة جابكو، بقيادة إبراهيم عبد الجواد ومحمد نبيه، نداء استغاثة عاجل عبر جهاز الاتصال البحري "V.H.S"، من السفينة التي كانت على مسافة قريبة من حقل الحمد، وأفاد البلاغ بوجود حريق داخل غرفة المحركات، ما يهدد سلامة السفينة وطاقمها.
على الفور، جرى تفعيل خطة الطوارئ والاستجابة السريعة، حيث تحركت إدارة الطوارئ تحت إشراف القبطان محمد عبد الهادي، والقبطان كريم عياد، مدير الإدارة البحرية، اللذان أصدرا تعليماتهما بتحريك وحدات الدعم والإطفاء البحري التابعة لجابكو، بالتعاون مع الشركة العامة للبترول.
تحركت وحدات الإطفاء والإنقاذ المجهزة بأنظمة مكافحة الحرائق الحديثة (Fire Fighting Systems) إلى الموقع، حيث بدأت على الفور عمليات التعامل مع الحريق، وتمكنت الفرق من احتواء النيران والسيطرة عليها ومنع امتدادها إلى باقي أجزاء السفينة، وسط ظروف ملاحية دقيقة وحساسة.
عقب السيطرة على الحريق، بدأت عمليات قطر السفينة إلى منطقة آمنة بالقرب من سواحل رأس غارب، وشاركت في العملية وحدة القطر البحرية "Maridive 230"، التي نجحت في توصيل واير القطر إلى السفينة، بمساعدة الوحدة "INW 30" التي ساعدت في تأمين مسار القطر حتى الوصول إلى نقطة الأمان.
وأكدت مصادر بحرية أن التنسيق السريع بين الفرق البحرية والجاهزية الفنية العالية كان لهما دور حاسم في إنقاذ السفينة ومنع وقوع كارثة بحرية محققة، كما شددت المصادر على أن العملية تمت دون وقوع أي إصابات بشرية بين أفراد الطاقم.
وتابعت غرفة العمليات المشتركة مجريات الحادث لحظة بلحظة، حتى تأكدت من نجاح عملية السيطرة على الحريق وقطر السفينة إلى منطقة آمنة، تمهيدًا لفحصها وتقييم الأضرار.
تعكس هذه الواقعة مدى الجاهزية التي تتمتع بها فرق الطوارئ والإنقاذ البحري التابعة لشركات البترول في البحر الأحمر، والتي ساهمت في إنقاذ الأرواح وتأمين الملاحة في واحدة من أكثر المناطق الحيوية حركة للسفن التجارية.