بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سقوط الإنسانية فى غزة

بوابة الوفد الإلكترونية

«جنين» يرتقى بصاروخ صهيوني يشق بطن الأم.. وضابط أمريكي يذل «أمير» بكسرة خبز
«لمين تركتينا يا ماما؟».. صرخة لـ«صفاء الأغا» لن يسمعها العالم

 

.. فى غزة سقطت الإنسانية بخروج الجنين من بطن أمه التى استشهدت بصاروخ بقر بطنها وتناثرت أشلاؤها فى مشهد يختصر الآية الكريمة «وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت» بينما يصارع الرضيع «جبر أبوقليق» الذى لم يبلغ من العمر إلا أسبوعًا واحدًا طفحًا جلديًا وسوء تغذية نتيجة نقص الغذاء لديه ولدى والدته، وأب يستصرخ الجميع بلا فائدة «شو بتحكى إنت...أعمله عملية إنعاش يمكن عايش..شو الله يرحمه».
«لمين تركتينا يا ماما؟».. صرخة وجع أطلقتها الطفلة «صفاء الأغا»، التى نجت بأعجوبة مع شقيقها، بعدما فقدا والدتهما وكل أفراد عائلتهما فى قصف إسرائيلي دمر خيمتهم فى مواصي خان يونس جنوب القطاع...
فى غزة صور الضابط الأمريكى «أنتونى أغيلار» الطفل «أمير» وهو يقبل يده بعد أن قطع الطفل الفلسطيني صاحب الأرض 12 كيلومترًا سيرًا للحصول على الطعام وبعدما نشر الجندي الصورة التى يمكن وصفها بأنها جريمة، لتنكشف الجريمة كاملة، بإعدام الاحتلال الإسرائيلي لـ«أمير» فيما بعد بنفس المكان.. اعترف الجندي الأمريكي الذى خرج من غزة، وكان يعمل فى مركز التوزيع الأمريكي فى بودكاست: «أمير» اللى فى الصورة طفل صغير هزيل وحافى، مشى ١٢ كيلومترًا عشان يصل لمكان توزيع المساعدات، ماخدش غير شوية رز وعدس من على الأرض، ورغم كده، جاء شكرني وقمت بتصويره يبوس يدي ومشي وقال «Thank you» ويضيف الجندي الأمريكي «بعدها بلحظات، الجيش الإسرائيلي قام بضرب غاز ورصاص على الناس اللى كانوا بيغادروا وقتل الطفل أمير».
وعلى جانب آخر من الكارثة البشرية فى قطاع غزة، استنزف سبعة أطباء كل طاقتهم فى غرفة الطوارئ، متنقلين بين الأجهزة والأنفاس المتقطعة، وقلوبهم معلقة بأمل ضعيف، محاولين إنقاذ حياة طفل صغير مجهول الهوية، أحضر مصابًا بإصابات قاتلة بعدما استهدفته رصاصة خلال سعيه للحصول على المساعدات الإنسانية فى مراكز توزيع الموت الأمريكية بخان يونس....
ساعات طويلة من الإنعاش، ومحاولات متكررة لوقف النزيف، وعيون الأطباء تفيض بالعجز، لكن قضاء الله كان أسرع ليستشهد الطفل «غازى أبوشباب» جائعًا دون أن يعرف أحد اسمه فى البداية، ودون أن يصل لشىء سوى رصاصة أنهت رحلته نحو لقمة العيش لعائلته وفى زمن الحرب، حتى الأطباء يقاتلون بلا سلاح فقط بقلوبهم وأيديهم التى تنزف عجزًا أمام فظاعة الجوع والموت... على أبواب غزة تنتحر اللغة عاجزة عن وصف حجم الكارثة الإنسانية والعالم يشارك فى الإبادة ويتصرف بإنتقائية فى ملف حقوق الإنسان يستثمر منه ما يحقق مصالحه.. فى غزة سقطت حقوق الأطفال واتفاقية جنيف الخاصة بهم وبرامج الحماية والطفولة الآمنة وسحقت حكومة الاحتلال الصهيوينة النازية نصوص القانون الدولي التى يفاخر بها العالم فى المؤتمرات والندوات.
ما يحدث فى غزة إبادة عالمية ممنهجة ففى عملية خاصة نفذها الاحتلال الصهيوني بأسلحة أمريكية غرب مخيم النصيرات، مدعومة بقصف مدفعي لمنازل وعملية تجريف وحفر فى الأراضى ونتج عن العملية تدمير ٤ منازل بشكل كامل، ومسح عائلات من السجل المدنى. 
استقبل مستشفى العودة فى النصيرات، عشرات الشهداء بينهم 30 طفلًا و20 امرأة معظمهم وصلوا على شكل أشلاء ممزقة، جراء الغارات العنيفة كما أصيب العشرات غالبيتهم نساء وأطفال.
أكد شهود عيان أن المخيم الجديد شمال النصيرات تعرض لتصعيد عسكري حيث استهدف الاحتلال بالغارات الجوية والقصف المدفعي عدة منازل مأهولة بالسكان، حوصروا ساعات ولم يتمكنوا من الخروج أو إجلاء جميع الضحايا بسبب شدة الاستهدافات.
وأكدت مصادر طبية لـ«الوفد» أنه عرف من شهداء مجازر المخيم الجديد «هاشم على هاشم، ناهدة على، نوال الرملاوى» بالإضافة إلى «على، لما، فرح، مرح وعائشة أبوعطايا» كما استشهد من عائلة صيام كل من «خليل عيسى، وآية، حلا عبدالرحمن، وانتصار وآمنة» ومن عائلة أبونبهان، استشهد كل «من سارة، معتز، لين إيمان، ومؤمن».
وتأتى هذه المجازر، فى ظل استمرار القصف الإسرائيلى على مناطق متفرقة من قطاع غزة، أدت لاستشهاد أكثر من 70 فلسطينياً، إلى جانب عمليات النسف تجريف المبانى والأراضى فى عدة مناطق، فى الوقت الذى فتحت فيه قوات الاحتلال نيرانها على جموع منتظرى المساعدات فى القطاع.
ويشن الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسرى، ضاربًا عرض الحائط بالنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان.
وأسفرت هذه الحرب، بدعم أمريكي مباشر، عن أكثر من 204 آلاف شهيد ومصاب فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الفلسطينيين، وحسب هارتس ستعلن إسرائيل أنها تمنح حماس مهلة لعدة أيام للموافقة على وقف إطلاق النار، وإن لم تستجب – فستباشر بعملية ضم مناطق من القطاع. وبحسب الخطة التى يتوقع أن يعرضها «نتنياهو»، ستبدأ عملية الضم بمناطق الحزام الأمنى ومن ثم تشمل مناطق فى شمال القطاع المحاذية لمدينتى سديروت وعسقلان وستستمر العملية تدريجيًا حتى تشمل ضم القطاع بالكامل.