سيناريو التجويع
ضابط أمريكى يحذر : إبادة غزة ليست النهاية
عبور القافلة الثالثة بـ١٣٠٠طن لمنفذ كرم أبوسالم وإسقاط جوى للمساعدات
حذر الضابط الأمريكى السابق هاريسون مان, الذى استقال العام الماضى بسبب دعم بلاده لإسرائيل, من أن المجاعة فى غزة ليست سوى البداية. وأوضح أن التالى حسب رؤية القادة الإسرائيليين المعلنة هو «الضفة المحتلة ثم لبنان وسورية», متسائلاً: «وبعد ذلك من يدرى? مصر والأردن.
ووجه مان فى بيان له رسالة إلى أصدقائه فى العاصمة الأمريكية واشنطن: «إذا كنتم حقاً تشعرون بالرعب من المجاعة فى غزة, فعليكم أن تفهموا أنه من المرجح ألا تنتهى قريباً. فهذه هى البداية».
وشدد على أنه سيجرى «قتل وتهجير كل رجل وطفل وامرأة فى غزة إذا لم يتم إيقاف إسرائيل عن المجازر التى ترتكبها». وتابع أن «هذا لن يمثل نهاية الإبادة الجماعية وإنما مجرد انتهاء مرحلة غزة». وأضاف: «بالفعل القادة الإسرائيليون يعبرون علناً عن رغبتهم فى طرد ملايين الفلسطينيين من الضفة المحتلة, وهم بالفعل يرعون وتيرة التطهير العرقى هناك, استناداً إلى رؤية إسرائيل الكبرى التى لا حدود لها».
وأشار إلى تصريح أحد وزراء حكومة بنيامين نتنياهو الذى وصف تركيا بأنها «إيران التالية», ودعا من يعرفهم من السياسيين والمتابعين للتحرك لإيقاف هذا التغول. وقال إن «هناك الكثير من الضرر الذى لا يزال بإمكاننا منعه, وهذه معركة طويلة الأمد», مشيراً إلى أنها بهذه الوتيرة قد تمتد لنحو 15 عاماً.
وكان الضابط الأمريكى السابق قد نشر استقالته فى مايو الماضى 2024, بسبب «الأذى المعنوى الذى لحق به جراء الدعم الأمريكى لإسرائيل فى عدوانها على غزة». و«مان» ينتمى إلى عائلة يهودية, وكان يشغل منصب ضابط فى المخابرات العسكرية الأمريكية.
وفى سياق متصل واصلت قوافل «زاد العزة من مصر لغزة» طريقها إلى قطاع غزة لليوم الثالث على التوالى بشاحنات الإمداد والإغاثة التى تضم مساعدات غذائية وإغاثية وطبية, وتحمل القافلة الثالثة نحو 1300 طن مقسمة إلى نحو 440 طن من سلال غذائية متنوعة, وقرابة 450 طن دقيق, ونحو 150 طناً مستلزمات طبية, و200 طن من مستلزمات العناية الشخصية عبر معبر كرم أبوسالم الفلسطينى المحتل, تزامناً مع إسقاط جوى مصرى للمساعدات على القطاع.
وقال إيتاى بلومنتال, مراسل القناة 11 العبرية,: إن القاهرة بدأت لأول مرة منذ الهدنة الإنسانية الحالية فى إسقاط مساعدات من الجو وسط القطاع, لتنضم إلى عمليات الإسقاط الجوى التى تنفذها كل من الأردن والإمارات.
وأكد ناهض شحيبر, رئيس جمعية النقل الخاص فى غزة, أن الاحتلال يتعمد إدخال المساعدات بطريقة فوضوية ودون تنظيم أو حماية, ما يؤدى إلى نهب الشاحنات والاعتداء على السائقين. وأوضح أن الاحتلال قصف عناصر تأمين المساعدات من العشائر, وتعمد تأخير دخول الشاحنات من منطقة زيكيم شمال غزة.
وشدد «شحيبر» على أن الاحتلال ينتهج سياسة ممنهجة لخلق فوضى داخلية وتمزيق المجتمع الفلسطينى, ووصف ما يروج له إعلامياً عن تحسن الوضع الإنسانى بأنه «تنفيس إعلامى» فقط, ولا يعكس الواقع على الأرض.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازارينى: «نحن أمام أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث الآن فى غزة». وأوضح أنه وفقاً لأبرز الخبراء فى العالم, تم تجاوز عتبة المجاعة مع انتشار الجوع الحاد وسوء التغذية فى مختلف أنحاء القطاع.
وأضاف أن أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم بسبب الجوع فى غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط. وأشار إلى أن الطريقة الوحيدة لوقف الكارثة هى إغراق غزة بمساعدات إنسانية على نطاق واسع, قائلاً: «لدينا ما يعادل 6 آلاف شاحنة من الغذاء والدواء جاهزة للعبور إلى قطاع غزة».