بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هل تملك إنجلترا الأدوات لحصد لقب كأس العالم للسيدات 2027 في البرازيل؟

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد الاحتفال المستحق بلقبها الثاني تواليًا في بطولة أوروبا للسيدات 2025، تبدأ أنظار منتخب إنجلترا في التوجه نحو التحدي الأكبر المقبل: كأس العالم 2027، والتي ستُقام لأول مرة في أمريكا الجنوبية، وتحديدًا في البرازيل.

 

وفيما تسعى المديرة الفنية سارينا ويجمان إلى تحقيق أول لقب عالمي لها بعد مرتين وصيفة في المونديال، تثار العديد من الأسئلة حول مستقبل التشكيلة الإنجليزية، وقدرتها على حسم اللقب العالمي الوحيد الغائب عن خزائن “اللبؤات”. 


 

نضج الخبرة: هل تصمد النجوم المخضرمة؟

تتصدر لوسي برونز، الأكثر خبرة والأكبر سنًا في التشكيلة الحالية، المشهد كلاعبة لا يزال لقب المونديال هو الإنجاز الوحيد الذي ينقص سجلها الذهبي، ومع بلوغها 35 عامًا في موعد البطولة المقبلة، يظل السؤال: هل تقوى على خوض التحدي الأخير؟

برونز شاركت في 19 مباراة مع تشيلسي في الدوري الإنجليزي للسيدات الموسم الماضي، كما لعبت كل مباريات إنجلترا في يورو 2025، واختيرت ضمن تشكيلة البطولة، لكنها كشفت لاحقًا عن معاناتها من كسر في الساق خلال البطولة، إضافة إلى إصابة في الركبة، ما يثير مخاوف بشأن استمراريتها.

بجانب برونز، تبرز أسماء مخضرمة أخرى مثل أليكس غرينوود (31 عامًا)، وبيث ميد (30 عامًا)، وحارسة المرمى آنا مورهاوس (30 عامًا)، بينما يلف الغموض مستقبل ميلي برايت، التي تغيبت عن يورو 2025 بسبب مشكلات بدنية وذهنية، وربما تكون قريبة من الاعتزال.
 

جيل شاب واعد: صعود الأسماء الجديدة

النجمة الشابة ميشيل أجييمانغ (19 عامًا) تبدو الأكثر لفتًا للأنظار، إذ سجلت ثلاثة أهداف مؤثرة في خمس مباريات فقط، وساهمت بوضوح في الحفاظ على اللقب الأوروبي، وقد تدخل في منافسة مباشرة مع أليسيا روسو على موقع المهاجمة الأولى، أو يُدفع بهما معًا في تشكيل هجومي مزدوج.

 

في الوسط، تقدم غريس كلينتون (22 عامًا) أوراق اعتمادها بقوة، بعدما نالت ثقة ويجمان في غياب جورجيا ستانواي المصابة، وشاركت في كل الأدوار الإقصائية بيورو 2025 كبديلة، ومع تراجع مستوى الثنائي ستانواي وكيرا وولش، قد تكون كلينتون مرشحة لكسر هذه الشراكة في خط الوسط.

في الدفاع، قد تشهد التشكيلة تغييرات جذرية، خاصة في ظل الهشاشة التي أظهرتها إنجلترا في يورو 2025، حيث استقبلت 7 أهداف في 6 مباريات، والمدافعة مايا لو تيسييه (23 عامًا) تبدو الخيار الأنسب لتعزيز خط الظهر، إلى جانب أسماء أخرى مثل إيسمي مورغان (24 عامًا)، ولوسي باركر (26 عامًا)، وإيلا موريس (22 عامًا).


العقبات الكبرى: الطقس والمنافسون

أبرز التحديات التي قد تواجه المنتخب الإنجليزي هي ظروف الطقس في أمريكا الجنوبية، حيث الحرارة والرطوبة العالية، ومنتخبات مثل الولايات المتحدة وإسبانيا تملك الأفضلية في التعامل مع هذه الأجواء، نتيجة لاعباتها المعتادات على اللعب في ظروف مناخية مشابهة.

 

الولايات المتحدة، بقيادة المدربة الإنجليزية إيما هايز، استعادت صدارة التصنيف العالمي بعد فوزها بذهبية أولمبياد باريس، ما يجعلها منافسًا رئيسيًا على اللقب.

أما إسبانيا، بطلة العالم 2023 ووصيفة أوروبا 2025، فتواصل ضخ المواهب، مثل فيكي لوبيز (19 عامًا)، ما يبقيها في قلب المنافسة.

ولا يمكن تجاهل البرازيل، الدولة المستضيفة، التي فاجأت الجميع بوصولها إلى نهائي أولمبياد باريس، بعد إخفاقها في تجاوز دور المجموعات في كأس العالم الماضية، واللعب على أرضها قد يمنحها دفعة جماهيرية ونفسية قوية للذهاب بعيدًا.

 

ما بين طموح الأسماء الشابة وخبرة العناصر المخضرمة، تملك إنجلترا مقومات المنافسة على لقب كأس العالم 2027، ولكن حسم اللقب سيتطلب أكثر من مجرد موهبة، إذ يجب أن تتجاوز “اللبؤات” التحديات البدنية والتكتيكية والمناخية، وتواكب التطور الهائل الذي تشهده منتخبات مثل الولايات المتحدة وإسبانيا والبرازيل.

وإذا ما استطاعت سارينا ويجمان إيجاد التوازن المثالي بين التجديد والاستقرار، فقد يكون هذا الجيل أمام لحظة تاريخية لملء الفراغ الوحيد في سجل إنجازاته.