بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"نضال أحول".. غضب عارم من دعوات التظاهر أمام سفارة مصر بدولة الاحتلال

غضب من دعوات التظاهر
غضب من دعوات التظاهر أمام السفارة بدولة الاحتلال

أثارت الدعوات الأخيرة للتظاهر أمام السفارة المصرية في عاصمة دولة الاحتلال تل أبيب، والتي أطلقها رئيس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، الشيخ نضال أبوشيخة، موجة غضب عارمة في الأوساط المصرية. 

فبينما يشتعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، يعبر الإعلاميون والكتاب عن رفضهم القاطع لهذه الدعوات، معتبرين أنها تستهدف النيل من الدور المصري التاريخي والمحوري في دعم القضية الفلسطينية، وتشويه صورة مصر أمام الرأي العام.

وتفاعل رواد السوشيال ميديا بغضب شديد، حيث انتشرت تعليقات ومنشورات تندد بالدعوات، مؤكدين أن مصر لم تتوانَ يومًا عن دعم القضية الفلسطينية، وأن هذه الدعوات "مغرضة" وتهدف إلى "شق الصف" والوقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني. 

الإعلامي نشأت الديهي
الإعلامي نشأت الديهي

"وقاحة وحماقة"

 

الإعلامي نشأت الديهي شن هجومًا حادًا خلال تقديم برنامجه "بالورقة والقلم" على قناة “TEN"، على دعوات التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، المقررة يوم الخميس المقبل 31 يوليو، الساعة الثانية ظهرًا. 

ووصف الديهي، خلال برنامجه، هذه الدعوات بأنها "وقاحة" و"حماقة" و"غير منطقية"، مشيرًا إلى أنها تأتي ضمن "مؤامرة" يقودها من وصفهم بـ"الإسلاميين الصهاينة".

الديهي لم يتوقف عند التشكيك في الجهة المنظمة، بل ذهب إلى تحديد أسماء بارزة تقف خلف هذه الدعوات، موجهًا لهم اتهامات صريحة وهم نضال أبوشيخة، أحد منظمي المظاهرة، وخالد زرقا: محامٍ حقوقي متخصص في الدفاع عن الأسرى والحركات الإسلامية.

وأكمل أن من ضمن تلك الأسماء رائد صلاح، ووصفه الديهي بـ"الإخواني"، مشيرًا إلى أن والده وشقيقيه كانوا ضباطًا في الشرطة الإسرائيلية، وعرض مقطعًا مصورًا لصلاح يعرب فيه عن أمله في الصلاة خلف الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. 

وأكد الديهي أن صلاح يقيم حاليًا في إسرائيل ويحمل هويتها، وأما كمال الخطيب، أكد أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية ويعمل محاضرًا في جامعة تل أبيب، واتهمه الديهي بإلقاء خطب تحريضية ضد السعودية ومصر في المساجد، كما أشار إلى حصول ابنته "صفاء" على تصريح عمل في إسرائيل كمدلكة، وتورط ابنة عمه "هناء" في قضية محكمة شرعية داخل إسرائيل.

وأكد نشأت الديهي أن هذه المظاهرة ليست مجرد احتجاج عابر، بل هي جزء من "حركة إخوانية عالمية صهيونية-إسلامية" تهدف إلى ممارسة الضغط على مصر لقبول تهجير الفلسطينيين. 

وشدد على أن هذا الهجوم لا يأتي من الإخوان في أوروبا أو شمال إفريقيا، بل هو "مباشر من تل أبيب"، ويُدبر من قبل أفراد لهم علاقات وثيقة بإسرائيل.

الإعلامي معتز بالله عبد الفتاح
الإعلامي معتز بالله عبد الفتاح

"المناضل الأحول"

فيما انتقد الإعلامي معتز بالله عبد الفتاح بشدة ما وصفه بـ"المجاهدين المصابين باللابؤرية"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وذلك لاحتجاجهم على دور مصر في الصراع الدائر في قطاع غزة، بدلًا من توجيه انتقاداتهم نحو إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وتساءل خلال تقديم برنامجه “ستديو العرب”، على قناة “المشهد” عن سبب عدم توجيه هذه الاحتجاجات نحو السفارات الإسرائيلية أو الأمريكية، على الرغم من مسئولية إسرائيل عن العنف والتهجير، ودعم أمريكا لها بالأسلحة والمساعدات.

ولفت عبد الفتاح النظر إلى إعلان صادر عن "اتحاد أئمة المساجد في فلسطين"، وهي منظمة تربطها علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، يدعو إلى تنظيم احتجاجات ضد مصر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، بزعم إغلاق معبر رفح. 

واستنكر الإعلامي المصري هذا التوجه، متسائلًا: "لماذا لا توجه هذه الاحتجاجات إلى الكنيست أو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بدلًا من ذلك؟".

ويرى معتز بالله عبد الفتاح أن الهدف الحقيقي وراء تحركات جماعة الإخوان المسلمين ليس نصرة غزة بالمعنى الحقيقي، بل هو "إثارة التمرد داخل مصر" وقلب الرأي العام ضد السلطات المصرية، سعيًا لتصوير مصر وكأنها هي المسئولة عن معاناة الفلسطينيين.

 واختتم الإعلامي حديثه بالتأكيد أن جماعة الإخوان المسلمين تواصل استغلال قضية غزة، "كما استغلوا الإسلام نفسه"، مشيرًا إلى أن "لابؤريتهم" ليست في البصر بل في البصيرة، ودعا الله أن يحفظ أهل غزة من "الصهاينة والإخوان المتحالفين مع الصهيونية".

الدكتور محمد عبود
الدكتور محمد عبود

فيما كشف الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، كواليس تلك المظاهرة ونشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل إسرائيل، وعلاقتهم المتشابكة مع الحكومة الإسرائيلية، وذلك في سياق انتقاده الشديد لمخططهم بالتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب.

وأوضح عبود خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى مقدم برنامج “على مسئوليتي” أن جماعة الإخوان المسلمين متواجدة في إسرائيل منذ عام 1971، حيث أسسها عبد الله نمر من بين الجاليات العربية داخل إسرائيل. 

وأكد أن تأسيسهم وعملياتهم كانت معروفة ومراقبة من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية مثل: الموساد والشاباك.

وبينما كانت أنشطتهم في البداية تُقدم على أنها دينية واجتماعية، أكد أستاذ الدراسات الإسرائيلية أن دورهم السياسي برز بقوة خلال الانتفاضة، حيث تفاوض عبد الله نمر نفسه مع المخابرات الإسرائيلية لإطلاق سراح الأسرى، مثل الجندي نحشون فاكسمان في عام 1994، وفي المقابل، سمحت لهم إسرائيل بالترشح في انتخابات الكنيست منذ عام 1996.

وكشف محمد عبود أن الحكومة الإسرائيلية تمول الفرع الجنوبي للحركة الإسلامية (فرع الإخوان المسلمين في إسرائيل) لبناء القرى والمدن لقاعدتهم الانتخابية، بل إنهم تحالفوا مع نفتالي بينيت، الشخصية الرئيسية في حركة الاستيطان، في انتخابات عام 2021، حيث شارك منصور عباس، زعيم الإخوان المسلمين في الكنيست، في هذه المفاوضات.

ووصف عبود المظاهرة المخطط لها من قبل جماعة الإخوان المسلمين أمام السفارة المصرية في تل أبيب بأنها "غباء سياسي"، مشيرًا إلى عدة نقاط جوهرية:

لا يوجد سفير مصري: أكد عبود أنه لا يوجد سفير مصري في تل أبيب منذ بدء العدوان على غزة.

تلميح إلى التواطؤ: يرى عبود أن مثل هذه المظاهرة ستعزز فكرة أن الإخوان المسلمين والصهاينة "يد واحدة" ضد مصر، على الرغم من دعم مصر التاريخي للقضية الفلسطينية وموقفها الثابت ضد التهجير ومن أجل حل الدولتين.

تصريح من بن غفير: شدد الدكتور محمد عبود على أن أي مظاهرة من هذا القبيل ستتطلب تصريحًا مباشرًا من بن غفير، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، مما يشير إلى تحالف إشكالي.

احتجاج في غير محله: تساءل عبود لماذا لا تحتج جماعة الإخوان المسلمين، التي لديها أعضاء في الكنيست، ضد نتنياهو أو وزارة الحرب الإسرائيلية أو الكنيست نفسه، بالنظر إلى دورهم المزعوم في المعاناة في غزة، بدلًا من استهداف السفارة المصرية.

غياب الاحتجاجات السابقة: لفت عبود الانتباه إلى أن الإخوان المسلمين في إسرائيل لم ينظموا مظاهرات للفلسطينيين خلال 650 يومًا من "الإبادة الجماعية والتجويع والقتل" في غزة، مما يوحي بأن تحركاتهم الحالية مدفوعة بأجندات خارجية، وربما مرتبطة بتصريحات خليل الحية.

قبول الدولة اليهودية: أشار الدكتور محمد عبود إلى أن الإخوان المسلمين في الكنيست، وتحديدًا منصور عباس، يدعمون فكرة الدولة اليهودية، وهو ما يتعارض مع أعضاء الكنيست العرب الآخرين الذين يرفضون الهوية القومية اليهودية التي تنتهك حقوق العرب وأصحاب الأراضي الأصليين.

 

اقرأ المزيد..