نخيل التمر في مصر.. إرث زراعي وثروة اقتصادية تستحق الدعم
يُعتبر نخيل التمر من أهم الأشجار الزراعية في العالم العربي، وهو رمز للخصوبة والاستدامة في البيئات الصحراوية القاسية، فقد استطاع هذا النبات العريق أن يحتل مكانة خاصة في التراث الثقافي والزراعي، فضلاً عن كونه مصدرًا غذائيًا واقتصاديًا هامًا.
يتميز نخيل التمر بقدرته الفريدة على التكيف مع ظروف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، ما يجعله من أهم المحاصيل في مناطق الواحات والصحارى. وتُعتبر التمور من الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية، مثل الألياف، والفيتامينات، والمعادن، إلى جانب كونها مصدرًا جيدًا للطاقة.
على الصعيد الاقتصادي، يشكل قطاع التمور مصدر دخل لآلاف الأسر في مصر والدول العربية، ويعد من السلع التصديرية التي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني، كما توفر زراعة النخيل فرص عمل في مجالات الزراعة، والحصاد، والتصنيع، والتسويق.
التحديات التي تواجه نخيل التمر
رغم أهميته الكبيرة، يواجه قطاع نخيل التمر العديد من التحديات التي تهدد استدامته، مثل التغيرات المناخية التي تؤثر على معدلات النمو والإنتاج، وانتشار الآفات والأمراض التي تصيب أشجار النخيل، بالإضافة إلى محدودية الموارد المائية في بعض المناطق.
لهذا، تعمل العديد من المؤسسات البحثية والجامعات الزراعية على تطوير أساليب زراعية وتقنية حديثة لتحسين الإنتاج وجودة التمور، مع التركيز على استخدام الموارد المائية بشكل مستدام.
نخيل التمر في مصر
تمتلك مصر واحدة من أكبر مساحات زراعة النخيل في العالم، خاصة في واحات الصحراء الغربية والشرقية، مثل واحة سيوة والواحات البحرية والواحات الداخلة والخارجة. وتُعتبر التمور المصرية من أجود أنواع التمور في الأسواق المحلية والدولية، وتتنوع أصنافها بين السكري، والصفوة، والهلالي، وغيرها.
وتحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء أ.ح د. محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، تنظم كلية الزراعة بجامعة الوادي الجديد المؤتمر الدولي الأول لنخيل التمر، وذلك خلال الفترة من 7 إلى 8 ديسمبر 2025، في مبنى الاختبارات الإلكترونية بالجامعة في قلب الواحات المصرية.
يُعقد المؤتمر بمشاركة واسعة من نخبة الخبراء والباحثين المتخصصين في زراعة نخيل التمر وصناعة منتجاته، في إطار يسعى إلى تعزيز البحث العلمي وتطوير قطاع النخيل في مصر، و يقود فعاليات المؤتمر الدكتور أيمن كساب، عميد كلية الزراعة ورئيس المؤتمر، وبالتنسيق مع الدكتور حاتم حمدون، مقرر المؤتمر، والدكتور جمال حسن كامل، منسق المؤتمر.
يهدف المؤتمر إلى دفع عجلة البحث العلمي في مجال نخيل التمر، من خلال تبادل الخبرات وأحدث المعارف حول التقنيات الزراعية المتطورة، بالإضافة إلى مواجهة التحديات التي يفرضها التغير المناخي والآفات التي تهدد أشجار النخيل. كما يسعى المؤتمر إلى ربط نتائج الأبحاث العلمية بالقطاع الاقتصادي والصناعي، بما يضمن استدامة الإنتاج ويعزز مكانة التمور المصرية في الأسواق المحلية والعالمية، مع الحفاظ على التراث الزراعي والثقافي الذي يمثله نخيل التمر في واحات مصر.
يناقش المؤتمر عددًا من المحاور الرئيسية التي تمثل مراحل سلسلة إنتاج التمر، منها: الزراعة والإنتاج، الصناعة والمعالجة والتسويق، الاقتصاد والاستثمار، فضلاً عن الثقافة والتراث المرتبطين بالنخيل. ويشتمل على ورش عمل تطبيقية متخصصة تهدف إلى تدريب المزارعين والباحثين على أحدث الأساليب العلمية والتقنية.
وتعكس هذه المبادرة اهتمام الدولة بالتنمية الزراعية المستدامة وتعزيز اقتصاد الواحات، بما يدعم رؤية مصر للتنمية الشاملة، خاصة في المناطق الصحراوية، ويعزز من دور جامعة الوادي الجديد كمركز بحثي متميز في مجال النخيل والزراعة الصحراوية.