بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

القرآن الكريم يرسم معالم العلاقة الزوجية: سكن ومودة ورحمة

القرآن الكريم
القرآن الكريم

في زمن تتزايد فيه التحديات الأسرية، يظل القرآن الكريم مصدرًا هاديًا يرسم صورة راقية للعلاقة بين الزوج وزوجته، قائمة على المودة والرحمة والمعاملة الكريمة، ووضع القرآن أسسًا واضحة لكيفية تعامل الزوج مع زوجته، تؤكد على الاحترام، والتكافؤ، والرفق، وكرّم المرأة بوصفها شريكة في بناء الأسرة والمجتمع.

 المودة والرحمة

قال الله تعالى في سورة الروم:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}

يرى علماء التفسير أن هذه الآية تُلخّص جوهر العلاقة الزوجية في الإسلام، حيث "السكن" يعني الطمأنينة النفسية، و"المودة" تعني الحب المتبادل، بينما "الرحمة" تشمل الرحمة العاطفية والسلوكية في كل تفاصيل الحياة الزوجية.

المعاملة بالمعروف:

كما يؤكد القرآن الكريم في أكثر من موضع على ضرورة المعاملة بالمعروف، فقال تعالى:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}

ويعني ذلك  بحسب تفسير العلماء، أن الزوج مطالب بأن يعامل زوجته بكل ما هو معروف ومقبول من أخلاق وأدب واحترام، سواء في القول أو في الفعل، حتى في حالة الخلاف.

تجنب الإيذاء والإهانة

القرآن أيضًا نبّه إلى خطورة الظلم أو الإيذاء في العلاقة الزوجية، فقال الله عز وجل:{فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}[البقرة: 229]

وهو ما يعني أن العلاقة يجب أن تُبنى على المعاملة الحسنة، وحتى في حال الطلاق والانفصال، يبقى مبدأ "الإحسان" هو الحاكم، لا الانتقام أو الإساءة.

النبي ﷺ قدوة في حسن المعاملة

وعن ترجمة هذه القيم القرآنية في حياة النبي محمد ﷺ، تقول الأستاذة هدى صابر، الباحثة في شؤون الأسرة الإسلامية:"كان النبي صلى الله عليه وسلم خير من طبّق معاني المودة والرحمة مع زوجاته، وكان يقول: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. وكان يلاطفهن، ويستمع إليهن، ويُشاورهن في أدق الأمور".

وتضيف:"للأسف، هناك فجوة كبيرة بين ما جاء به القرآن من تكريم للمرأة وبين بعض الممارسات التي تنسب ظلمًا للإسلام، رغم أن النصوص واضحة وصريحة في الدعوة للرفق والتفاهم".

يبقى القرآن الكريم منهجًا إلهيًا متكاملاً يرسي دعائم الاستقرار الأسري، ويحث الرجل على أن يكون شريكًا عطوفًا ومسؤولًا، يُقدّر زوجته ويصونها، في علاقة تقوم على الاحترام والرحمة.
وفي عالم يعج بالصراعات النفسية والأسرية، لا يزال الرجوع إلى هذا الهدي الرباني هو الضمان لحياة زوجية قائمة على السكينة لا الصراع.