"الوفد" يشعل شموع الصداقة على ضفاف النيل في احتفال الجيش الصيني.. "تيدا" ترسي عصر صناعي جديدا

في ليلة جمعت بين بهاء الحضارة وقوة الإرادة، احتضن ضفاف النيل احتفالاً أسطورياً بمناسبة الذكرى الـ98 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، بحضور نخبة من القيادات المصرية والصينية، وسط تأكيدات على عمق الشراكة الاستراتيجية التي تشكل نموذجاً عالمياً للتعاون بين القوى الصاعدة.

شارك حزب الوفد بشكل فعال في الاحتفال، حيث قدم حسن بدراوي رئيس لجنة العلاقات الخارجية وعلي عبد الودود مقرر اللجنة، التهنئة نيابة عن الدكتور عبدالسند يمامة رئيس الحزب، للسفير الصيني بالقاهرة. واكد الوفد خلال لقاء السفير على العلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين في كافة المجالات. 

وأكدا أن التوسعات في منطقة تيدا إشارة إلي شراكة الاستراتيجية اقتصادية قوية لتوطين التكنولوجيا الصينية المتقدم، وأن القرار يبعث رسالة طمأنة للمستثمرين الصينيين بأن مصر تذلل العقبات".   

ألقى اللواء وو تشيان الملحق الدفاعي الصيني الجديد، كلمةً تاريخية استحضر فيها المثل المصري: "من يشرب مياه النيل، يعود إليه مرة أخرى"، مشيراً إلى زيارته الأولى لمصر عام 2019 كصحفي، وعودته اليوم "بقلبٍ ممتلئ بالفرح". وأعلن فتح صفحة جديدة للتعاون العسكري، مستشهداً بتدريبات "نسور الحضارة-2025" الجوية المشتركة، ومناورات مكافحة القرصنة في المتوسط، واعداً بـ"تعزيز التبادلات العسكرية الرفيعة والتدريبات المشتركة".

حضر الحفل السفير الفلسطيني دياب اللوح وعدد من السفراء والملحقين العسكريين للدول المعتمدة في مصر.

أرقام تجسد دور الصين العالمي:

- 50,000 جندي صيني شاركوا في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عبر 35 عاماً.  

- 47 أسطولاً بحرياً أنقذت أكثر من 80 سفينة، نصفها أجنبي.  

- سفينة المستشفى "سفينة السلام" زارت 49 دولة وقدمت الخدمات لـ370,000 شخص.  

بدوره، أكد السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج أن مصر هي أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، مشيراً إلى زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج الأخيرة لمصر التي أسست لتعميق الشراكة الاستراتيجية. 

"تيدا" توسع الصناعة في السويس

في تطور متزامن مع الاحتفال، أعلنت شركة تيدا مصر الصينية توقيع عقد لتطوير 2.86 كم إضافية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة، باستثمارات أولية تبلغ 100 مليون دولار، لترتفع مساحة المنطقة الصناعية الصينية إلى 10 كم.  

وفي تصريحات إعلامية ، قال تساو هوي المدير التنفيذي لـ"تيدا مصر" أن التوسعة تدشن مرحلة جديدة تجذب 300–350 شركة باستثمارات 6–7 مليارات دولار، وتوفر 30–40 ألف فرصة عمل".  

تستهدف "تيدا" جذب شركات التصنيع الراقية في مجالات الطاقة الجديدة، السيارات، والكيماويات خلال 2–3 سنوات، لتصبح "مدينة صناعية نموذجية" ضمن مبادرة الحزام والطريق.  

الجمع بين الاحتفال العسكري وتوسعة "تيدا" يؤكد تكامل الأمن والتنمية في العلاقات المصرية–الصينية، وأن نموذج "جنوب–جنوب" ناجح كما وصفه السفير الصيني أصبح "نموذج يحتذى به بين الدول النامية الكبرى" ،وأن 7 مليارات دولار استثمارات متوقعة توفر فرص عمل لشباب مصر.

 يعود التعاون بأرقامٍ تذهل العالم من تدريبات عسكرية توأمة، إلى مدن صناعية تُغيّر خريطة الاقتصاد، و الشراكة بين البلدين 70 عاماً وكانت مصر أول شريك عربي وأفريقي للصين، والاستثمارات تضاعف الثقة، وأن العلاقة تثبت أن الشراكة مع الصين ليست شعاراً، بل واقعاً يبني بالعتاد والاستثمار