الأوساط الأدبية تحتفى بصدور الأعمال الكاملة للشاعر عماد أبوصالح
احتفت دار ديوان للنشر بإصدارها الأعمال الكاملة للزميل الشاعر الكبير عماد أبوصالح، أحد رواد قصيدة النثر، والحاصل على جائزة سركون بولص فى الشعر.
وقال أحمد القرملاوى مدير النشر بدار ديوان إن عماد أبوصالح صاحب تجربة شعرية مدهشة تجعله فى صدارة الشعراء العرب، وأن نقل هذه التجربة للأجيال الشابة ضرورة يفرضها التزام الدار تجاه قرائها.
ويضم مجلد الأعمال الكاملة ثمانية دواوين شعرية هى «أمور منتهية أصلاً»، «كلب ينبح ليقتل الوقت»، «عجوز تؤلمه الضحكات»، «أنا خائف»، «قبور واسعة»، «مهندس العالم»، «جمال كافر»، و«كان نائماً حين قامت الثورة».
وتعد هذه هى المرة الأولى لنشر أعمال الشاعر نشراً رسمياً إذ ظل على مدى ثلاثين عاماً ينشر دواوينه فى طبعات محدودة ويكتفى بتوزيعها على أصدقائه ومحبيه ومتابعيه.
وبثت دار ديوان للنشر مقطعاً صوتياً للشاعر الكبير تحدث عن مشاعره بشأن نشر الأعمال الكاملة قال فيه «إن شعوراً مختلطاً بين الدهشة والفرح والخوف الخفيف والحزن الثقيل ينتابنى. وأشعر بأننى قدمت بنفسى دليل إدانتى لمحكمة الزمن، وهى محكمة لا تعرف الرحمة فى التعامل مع الإبداع عموماً ومع الشعر خصوصاً. وكل ما أتمناه أن يكون حكمها خفيفاً على».
وقال الأديب حسن عبدالموجود معلقاً على صدور أعمال «أبوصالح» إن ثلاثين عاماً مرت منذ أصدر الشاعر الكبير ديوانه الأول، انعزل فيها عماد أو عزل نفسه لكنه لم يسقط من ذاكرة الشعر، بل نجح فى اختبار الزمن، وتأكد لنا أنه ونصوصه ستعيش طويلاً. ومن حسن الحظ أنه اقتنع مؤخراً بأهمية أن تصدر أعماله فى طبعة موسعة وقد اختار ديوان ليمنح دواوينه حياة أخرى.
وأكد المترجم والروائى أحمد شافعى أن صدور أعمال الشاعر يمثل تخففاً من مسئولية كان اختارها الشاعر لنفسه، إذ يمكنه الآن أن ينسى ما كتبه مطمئناً إلى أنها انتقلت من رعايته إلى رعاية قرائه ويفرغ هو لكتبه القادمة.
واعتبر الروائى إبراهيم فرغلى صدور الأعمال بمثابة معجزة أدبية، وعلق الكاتب الصحفى سيد محمود على النبأ قائلاً «لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة».
ولد عماد أبوصالح فى إحدى قرى مدينة المنصورة سنة 1967، ودرس اللغة العربية فى كلية الآداب وقدم إلى القاهرة فى مطلع التسعينيات ليعمل بالصحافة، وتحديداً جريدة «الوفد» حيث ساهم فى تطوير الجريدة على مدى ثلاثين عاماً من خلال عمله مدير تحرير.
وقد كتب عنه الناقد صبحى حديدى دراسة مهمة طالبه فيها بالخروج إلى القارئ العريض العربى، باعتباره معياراً واختباراً للشاعر الشاب الفاتن والمتدفق والطافح بكل ما يميزه عن سواه. وقال إنه باختصار: «ينبغى أن يكون عماد أبوصالح فى قلب معركة ما، أو ربما فى قلب المعركة بالتعريف: معركة الشعر الذى يصارع ويتصارع ويصطرع».
ومن شعره يقول «كان نائماً حين قامت الثورة/ لم يغادر سريره/ رغم صوت الهتافات الهادرة/ من شباك غرفته/ نام وبعمق/ كان وحيداً فى البيت/ فى الحى كله/ لا ضجيج بائعين/ لا صراخ أطفال/ ولا نباح كلاب/ وحيد وحر/ بينما الثوار هناك / يشيعون جنازة الحرية».
ونقرأ له أيضاً:
«تقول خوذة: أنا إصيص زهور.
تقول دبابة: أنا إوزة، لى عنق طويل، وعجلاتى بيضى.
تقول رصاصة: لى سن مدببة، لو غمسنى الجندى فى بقعة دم، فسيرسم لوحة ويصبح فناناً.
تقول طائرة: آه. حين أمر فوق شجرة.أريد أن أكسر الأوامر، وأنام فى عش مع العصافير.
تقول بندقية: لو تقلبوننى على فمى أصلح عكازاً للعجائز.
يقول خندق: أمطرى يا سماء لأتحول نهراً.
تقول أكياس الرمل: أنا مشروع بيت صغير.
نقول لجثة: لا تحزنى يا أختى، لن نتركك للدود. طلبة الطب سيشرحونك ويعالجون آلام المرضى. أنت أيضاً لك دور فى رد الروح للحياة».