4 عبادات مستحبة عند الحر الشديد
مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والموجة الحارة التي تشهدها البلاد هذه الأيام، يتساءل الكثيرون عن العبادات والأعمال الصالحة التي يمكن اغتنامها في مثل هذا الطقس الشاق، خاصة أن الأحاديث النبوية الشريفة جاءت لتضيء لنا طريق العبادة في مختلف الظروف.
دعاء النبي عند الحر الشديد والعواصف الترابية
من الأدعية النبوية الواردة وقت اشتداد الحر، ما جاء في الحديث الشريف:"لا إله إلا الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم".
وفي الحديث، أن الله تعالى يقول لجهنم: "إن عبدًا من عبادي استجارني منك، وإني أشهدك أني قد أجرته"، وهذا يدل على فضل هذا الدعاء وعظيم أثره.
أما في حال الرياح الشديدة أو الغبار، فقد كان من دعاء النبي ﷺ:"اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به".
عبادات يُستحب اغتنامها وقت الحر
مع مشقة الحر، تفتح أبواب أجر كثيرة، فمن السنن والعبادات المستحبة في هذا الوقت:
شكر الله على نعمة الصحة والماء البارد
فعن رسول الله ﷺ قال:"إنَّ أوَّلَ ما يُسأَلُ عنه العبدُ يومَ القيامةِ منَ النَّعيمِ أن يُقالَ لهُ: ألم نُصِحَّ لكَ جسدَكَ ونرويكَ منَ الماءِ الباردِ؟" (رواه الترمذي).
وهو تذكير بأن النعم البسيطة، كجسد سليم وماء بارد، تستحق الشكر المستمر.
مساعدة من يتعبون تحت لهيب الشمس
من الأعمال المحببة تخفيف المعاناة عن أصحاب المهن الشاقة، خاصة مَن يعملون تحت الشمس، لقول النبي ﷺ:
"من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" (رواه مسلم).
الصدقة في الحر
الصدقة من أعظم القربات، ولها فضل خاص في الأوقات الصعبة، فعن النبي ﷺ:
"الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" (رواه أحمد).
الرحمة بالحيوانات والطيور
حتى الكائنات الضعيفة تحتاج رحمتنا وقت الحر، وفي الحديث الشريف:
"في كل كبدٍ رطبةٍ أجرٌ" (متفق عليه).
هدي النبي ﷺ وقت الحر الشديد
من سنة النبي ﷺ أنه كان يؤخر صلاة الظهر في شدة الحر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
"إذا اشتد الحر فأبرِدوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم" (متفق عليه).
ومعنى "أبردوا" أي أخروا الصلاة قليلاً حتى يخف الحر.
وقد شكا الصحابة حرّ الرمضاء (الأرض الحارّة) للنبي ﷺ فقالوا: "شكونا إلى رسول الله ﷺ حرّ الرمضاء في جباهنا وأكفّنا، فلم يشكِنا"، أي لم يُرخّص لهم في ترك الصلاة على الأرض رغم شدته.
وفي حديث آخر عن أبي هريرة، أن النار قالت لربها: "يا رب أكل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير" (رواه البخاري ومسلم).
الحكمة من تأخير صلاة الظهر في الحر
ذكر العلماء أن تأخير الصلاة في الحر الشديد فيه مراعاة لخشوع المصلين، فالحرارة الزائدة قد تُضعف حضور القلب في الصلاة، وهذا يتعارض مع كون الخشوع من أعظم أركان الصلاة.
ومع تطور وسائل التبريد في عصرنا الحالي ووجود المراوح والمكيفات، لا يُشترط تأخير الصلاة في كل الأماكن، ولكن يُراعى حال المصلين، خاصة في المساجد التي تفتقر إلى وسائل التهوية الحديثة، فيُستحب الإبراد في حقهم.