بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تهريب رقائق إنفيديا بـ1 مليار دولار إلى الصين يفضح ازدهار السوق السوداء للذكاء الاصطناعي

بوابة الوفد الإلكترونية

 كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن تحقيق صحفي موسّع يسلّط الضوء على نشاط غير قانوني يتمثل في تهريب رقائق ذكاء اصطناعي متقدمة من شركة إنفيديا الأمريكية إلى الصين، في مخالفة صريحة للقيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على تصدير أشباه الموصلات. 

 ووفقًا للصحيفة، بلغت قيمة الرقائق المهربة نحو مليار دولار خلال ثلاثة أشهر فقط بعد تشديد القيود، ما يُشير إلى وجود سوق سوداء مزدهرة تعمل على تلبية الطلب المتزايد في الصين.

 تشير الوثائق والعقود التي حصلت عليها الصحيفة، بالإضافة إلى شهادات من مصادر مطلعة، إلى أن رقائق مثل NVIDIA B200 – التي تُعد من أقوى الرقائق المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي – تُهرّب إلى الصين بطرق ملتوية. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تحظر رسميًا بيع هذه الشرائح للصين، فإن السوق السوداء وجدت وسائل بديلة لإدخالها، في ظل إقبال الشركات الصينية على الحصول على التقنيات المتقدمة بأي وسيلة.

 وتؤكد فاينانشال تايمز، التي لديها مراسلون على الأرض داخل الصين، أن هناك شبكة واسعة النطاق من مشغلي مراكز البيانات والموزعين والوسطاء، يعملون على توفير رفوف خوادم كاملة تحتوي على رقائق NVIDIA الممنوعة. ولا يقتصر التهريب على شريحة B200 فقط، بل يشمل أيضًا شرائح H100 وH200، التي تُعد أكثر قوة وطلبًا من شريحة H20 المخصصة للسوق الصينية، والتي فُرضت عليها بدورها قيود تصدير متقطعة.

 من جانبها، نفت شركة إنفيديا علمها بأي نشاط غير قانوني، وقالت في بيان خاص للصحيفة: "لا يوجد لدينا أي دليل على تحويل غير قانوني لرقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا. كما أن محاولة بناء مراكز بيانات اعتمادًا على منتجات مهربة يُعد مشروعًا خاسرًا من الناحية التقنية والاقتصادية، نظرًا لاعتماد هذه المراكز على دعم فني مستمر لا نوفره إلا للمنتجات الرسمية والمرخصة".

 وتظهر صور نشرتها فاينانشال تايمز صناديق خوادم مزوّدة بشعارات شركات مثل Supermicro وASUS، تُعرض بشكل علني على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين. وقد نفت هذه الشركات بدورها أي علم بوجود منتجاتها في السوق السوداء أو كيفية وصولها إلى هناك، كما لم تتهم الصحيفة هذه الشركات بتورط مباشر في عمليات التهريب.

وتُشير التقارير إلى أن دولًا في جنوب شرق آسيا، مثل تايلاند وماليزيا، أصبحت محاور رئيسية في هذه الشبكة، حيث تُرسل رفوف الخوادم عبر هذه الدول للتحايل على القيود الأمريكية. وهو ما دفع وزارة التجارة الأمريكية إلى دراسة تشديد إضافي لضوابط تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى هذه المناطق.

 يُذكر أن هذه الأزمة تأتي في وقت تتصاعد فيه المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتتصاعد المخاوف في واشنطن من أن تستغل بكين هذه الرقائق المتقدمة في تطوير تطبيقات مدنية أو حتى عسكرية متقدمة. 

 وفي هذا السياق، صرّح أحد الموزعين الصينيين للصحيفة قائلًا: "طالما هناك أرباح كبيرة في الأفق، فإن من يفرضون القواعد سيجدون من يتحايل عليها".