بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

القومي للطفولة يواجه إهمال وزارة الشباب بمحامٍ.. ووالد لاعب الكاراتيه الراحل يطالب بإقالة وزير الرياضة

بوابة الوفد الإلكترونية

 كشف المهندس أحمد مصطفى، والد لاعب الكاراتيه الراحل يوسف أحمد مصطفى ضحية إهمال وزارة الشباب والرياضة ، في تصريح خاص لـ"الوفد"، أن المجلس القومي للطفولة والأمومة قرر إيفاد محامٍ خاص من طرفه للترافع في قضية نجله، ضد الأفراد الذين انتحلوا صفة أطباء داخل صالة المنافسات، وتسببوا بتصرفاتهم في إزهاق روح ابنه.

ومن المقرر أن تعقد جلسة المحاكمة اليوم، الاثنين، الموافق 28 يوليو 2025، لاستكمال نظر القضية التي أثارت الرأي العام، والتي تعد من أبرز القضايا التي كشفت هشاشة المنظومة الطبية داخل البطولات الرسمية، وغياب الرقابة من قبل وزارة الشباب والرياضة.


تعود أحداث الواقعة إلى فبراير 2025، حين لفظ اللاعب يوسف أحمد مصطفى، الطالب بالصف الثالث الثانوي ولاعب الكاراتيه المتميز، أنفاسه الأخيرة داخل صالة استاد الإسكندرية أثناء مشاركته في بطولة رسمية للاتحاد المصري للكاراتيه ، لم تكن الواقعة التي هزت الوسط الرياضي المصري حادثًا عابرًا، بل كشفت خللًا خطيرًا في منظومة التأمين الطبي، حيث غابت الأطقم الطبية المؤهلة، وحل محلها أشخاص لا يحملون صفة رسمية أو ترخيصًا بممارسة الطب، وهو ما اعتبره والد اللاعب "جريمة مكتملة الأركان بتواطؤ رسمي".


أكد الوالد، الذي وصف نجله بـ"ضحية إهمال وزارة الشباب والرياضة"،  أن غياب الإسعاف الطبي الفوري، وعدم وجود سيارة إسعاف مجهزة داخل الصالة، فضلاً عن محاولة بعض الأفراد ممن لا يحملون ترخيصًا بمزاولة المهنة و التدخل بشكل غير علمي لإنقاذ حياة يوسف، أدى إلى تدهور حالته في دقائق معدودة، وانتهت بوفاته وسط صدمة زملائه والمدربين والحكام. وأضاف أن الأسرة قدمت بلاغًا رسميًا للنائب العام، مدعمًا بكافة الأدلة والتقارير وشهادات الشهود.
وفي 28 يونيو الماضي، أصدرت المحكمة أولى أحكامها في القضية، وقضت بحبس ثلاثة مسؤولين من اتحاد الكاراتيه، بعد إدانتهم بالإهمال والتقصير في واجباتهم، و اعتبر والد اللاعب  أن هذا الحكم "خطوة أولى لا تكفي"، مؤكدًا أن المسؤولية السياسية والإدارية تقع مباشرة على وزير الشباب والرياضة، بصفته المشرف الفعلي على منظومة الاتحادات والبطولات، مطالبًا بإقالته فورًا ومحاسبة جميع من شاركوا في هذه الكارثة.


و وفقًا لما أكده والد اللاعب، أن المجلس القومي للطفولة والأمومة، لم يكتف بإدانة الواقعة معنويًا، بل تحرك قانونيًا وأوفد محاميًا يتابع عن كثب كل تفاصيل القضية، ويُشارك غدًا في جلسة المحاكمة الحاسمة التي قد تكشف المزيد من الأسماء المتورطة أو تثبت وقائع أخرى لم تُعرض سابقًا أمام القضاء، واعتبر والد يوسف أن هذه الخطوة "رسالة قوية بأن حقوق الأطفال في مصر ليست محل مساومة أو نسيان"، وأن "العدالة يجب أن تُستكمل حتى النهاية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإزهاق روح شاب كان يحلم ببطولة، فوجد الموت بانتظاره وسط الإهمال".
أثبتت التحقيقات أن صالة المباراة لم تكن مؤهلة طبيًا ولا فنيًا لاستقبال منافسات رسمية، وأن الاتحاد المصري للكاراتيه خالف اللوائح الدولية والمحلية بعدم توفير طبيب طوارئ مرخص، وعدم جاهزية نقطة الإسعاف بأي معدات لإنعاش أو إسعاف فوري. وعلى الرغم من تقديم شكاوى موثقة من مدربين حضروا الواقعة، لم تصدر وزارة الشباب والرياضة حتى الآن أي بيان رسمي تشرح فيه تفاصيل ما حدث أو تتحمل فيه مسؤوليتها الكاملة، بل اكتفت بإحالة بعض الوقائع للتحقيق الإداري.


كما أكد أحمد مصطفى، الذي خسر ابنه الوحيد في مشهد مأساوي، أنه لن يصمت، ويصر على الذهاب بالقضية إلى أعلى المستويات الدولية إذا لزم الأمر، "أنا مش هسيب حق يوسف، ولو كلفني ده سنين من عمري"، بهذه العبارة ختم حديثه لـ"الوفد"، مشيرًا إلى أنه تلقى دعمًا من منظمات حقوقية وحقوق الطفل، تؤمن أن الإهمال المؤسسي الذي تعرض له يوسف ليس حالة فردية، بل كاشف لانهيار حقيقي في منظومة الأمن والسلامة داخل الرياضة المصرية.