خبير أممي: العالم يهدر طعامًا يكفي لإطعام 1.3 مليار جائع

حذر الدكتور أحمد أبو سيد، المستشار السابق بالأمم المتحدة وخبير البيئة والاقتصاد الأخضر، من أن العالم يشهد "كارثة غذائية صامتة" تتمثل في إهدار نحو 1.3 مليار طن من الطعام سنويًا، وهو ما يكفي لإطعام أكثر من 1.3 مليار شخص يعانون من الجوع المزمن، في وقت تؤكد فيه تقارير الأمم المتحدة أن 783 مليون إنسان يواجهون انعدام الأمن الغذائي حول العالم.
وفي تصريحات له، أوضح الدكتور أبو سيد أن الهدر الغذائي لا يقتصر كما يُعتقد على الدول الغنية فقط، بل يمتد أيضًا إلى الدول النامية التي تفقد كميات هائلة من الغذاء نتيجة لسوء التخزين والنقل وضعف البنية التحتية في سلاسل الإمداد.
وأضاف: "الدول العربية وحدها تهدر ما بين 25 إلى 30% من غذائها، وهي نسبة صادمة في ظل الأزمات الغذائية التي تمر بها المنطقة".
وأشار الخبير البيئي إلى أن "كل دقيقة تشهد إهدار آلاف الأطنان من الطعام الصالح للأكل، في حين يموت طفل كل عشر ثوانٍ بسبب الجوع وسوء التغذية"، واصفًا هذا الواقع بأنه "تناقض أخلاقي صارخ قبل أن يكون اقتصاديًا".
وفيما يتعلق بالتداعيات البيئية، لفت الدكتور أبو سيد إلى أن الهدر الغذائي يسهم بنحو 8 إلى 10% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالميًا، أي ما يعادل الانبعاثات الصادرة عن ثالث أكبر دولة ملوثة على الكوكب.
وأضاف: "كل وجبة يتم إهدارها لا تؤذي الجائع فقط، بل تسهم كذلك في تسريع وتيرة تغيّر المناخ".
وتوقف أبو سيد عند الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة قائلاً: "لا يمكن الحديث عن أزمة الغذاء دون التطرق إلى ما يحدث في غزة، حيث يُستخدم التجويع كسلاح في ظل صمت دولي مخزٍ. وبينما تُهدر الأطعمة في بعض الدول خلال المهرجانات والمناسبات، لا يجد أطفال غزة ما يسدّ رمقهم".
وشدد على أن الحلول موجودة وليست معقدة، بل تبدأ من الوعي الفردي وتمتد إلى إصلاح السياسات الزراعية والإنتاجية وسلاسل التوزيع، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب "إرادة سياسية وشعبية تُعيد الاعتبار لقيمة النعمة وتكبح هذا النزيف الإنساني والبيئي".
واختتم الدكتور أحمد أبو سيد تصريحاته بدعوة موجهة إلى الإعلام والمجتمع المدني قائلاً:
"الهدر الغذائي ليس مجرد أرقام، بل هو قضية ضمير بشري تتطلب صحوة أخلاقية شاملة".