حماس تتخذ تدابير أمنية مشددة تحسبًا لعملية أمريكية إسرائيلية في غزة

أعربت حركة "حماس" عن قلقها من احتمال تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تهدف إلى تحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر مطلعة أن الحركة بدأت اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، شملت تعزيز الحراسة في المواقع السرية وتكثيف المراقبة الميدانية، بهدف منع أي محاولة تسلل من جانب القوات الإسرائيلية أو أي أطراف أجنبية.
وبحسب المصادر، أصدرت قيادة حماس تعليمات مباشرة لعناصرها برصد أي تحركات مريبة أو محاولات للتنسيق مع إسرائيل، كما أعادت تفعيل أوامر سابقة تقضي بـ"تصفية" الرهائن في حال اقتراب قوات معادية من مواقع احتجازهم. وكانت هذه التعليمات قد جُمّدت خلال الهدنة التي أُعلنت في يناير الماضي، قبل أن يُعاد تفعيلها مؤخرًا في ظل التوتر المتصاعد.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه تقارير أمريكية وإسرائيلية عن تعثر جديد في مسار المفاوضات. فقد أفاد موقع أكسيوس بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس تغيير نهجها تجاه ملف غزة، بعد فشل جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة وفدين أمريكي وإسرائيلي ووسطاء إقليميين.
من جانبه، صرّح المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، بأن حركة حماس "لم تُبدِ جدية في السعي نحو اتفاق لوقف إطلاق النار"، مؤكدًا أن واشنطن بدأت دراسة خيارات بديلة لاستعادة الرهائن. وقال: "رغم الجهود المكثفة التي بذلها الوسطاء، لم نرَ من حماس بوادر تنسيق أو حسن نية".
في المقابل، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية اعتقادهم بأن حماس لا تزال معنية بإبرام صفقة تبادل، لكنها تسعى إلى تحقيق أكبر مكاسب ممكنة من خلال تهدئة الفصائل الأكثر تشددًا في غزة. وأوضح المسؤولون أن الحركة تبنت نهجًا تصعيديًا في المفاوضات عبر إعادة طرح قضايا سبق الاتفاق عليها ورفع سقف مطالبها بشكل وصفوه بـ"غير الواقعي".
وفي ضوء هذه التطورات، حذّرت هيئة البث الإسرائيلية من أن الوضع في قطاع غزة مرشح للخروج عن السيطرة إذا لم تُستأنف المفاوضات قريبًا، ما قد يؤدي إلى تصعيد ميداني جديد وتعقيد فرص التوصل إلى اتفاق.