بريطانيا تخطط لإنزال المساعدات جوًا إلى غزة

أعلنت بريطانيا، اليوم السبت، عزمها تنفيذ عمليات إنزال جوي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالتعاون مع شركاء إقليميين مثل الأردن، بالإضافة إلى إجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة خارج القطاع.
وجاء هذا الإعلان عقب مكالمة هاتفية جمعت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بكل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، حيث تم بحث سبل التعامل مع الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن المملكة المتحدة تعمل مع حلفائها على "خطط لتقديم مساعدات جوية طارئة إلى سكان غزة"، مع التركيز على "إجلاء الأطفال المرضى ضمن جهود الإغاثة العاجلة".
وجاءت دعوتهم وسط تعثر محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد أن سحبت الولايات المتحدة وإسرائيل فريقي التفاوض يوم الخميس. كما شدد القادة الأوروبيون في بيانهم المشترك أمس الجمعة على أن "حماس يجب ألا يكون لها أي دور في مستقبل غزة"، مجددين التزامهم بدعم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
فرنسا أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية
وكان ماكرون أعلن، الخميس، أن فرنسا ستصبح أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية، في خطوة أثارت انتقادات من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في مايو الماضي عن خطة لتوزيع المساعدات الإنسانية في مناطق تصفها بأنها "مُطهّرة" من وجود حركة حماس، إلا أن تقارير حقوقية ومنظمات دولية، من بينها وكالة الأونروا، حذرت من أن الخطة تهدف عمليًا إلى دفع سكان القطاع نحو النزوح القسري، تحت غطاء تقديم المساعدات.
من جهته، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن استنكاره لانتفاء "الإنسانية" و"التعاطف" مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني من أزمة إنسانية فحسب بل "أزمة أخلاقية تشكل تحدياً للضمير العالمي".
تعاني غزة من أزمة غذائية حادة منذ فرض الحصار الإسرائيلي الكامل في مارس 2025، ومازالت تتصاعد لإجبار نحو 2.1 مليون شخص على مواجهة خطر المجاعة، وفقًا لتصنيف الأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة، الذي صنّف أكثر من نصف السكان (أي ما يقارب مليون شخص) في مرحلة "الجوع الكارثي".
ورغم وعود إسرائيل بالسماح بمرور شاحنات المساعدات، إلا أن الأمم المتحدة تؤكد أن التدفق لا يكفي، حيث يبلغ متوسط الشاحنات اليومية حوالي 70 فقط، بينما العدد المطلوب يصل إلى مئات لتحقيق تغطية احتياجات السكان الأساسية.