واعظة بالأزهر الشريف: بيت النبوة يعلمنا فن حلّ الخلافات الزوجية

أكدت أسماء أحمد، الواعظة بالأزهر الشريف، أن الخلافات الزوجية جزء طبيعي من الحياة، لكنها لا يجب أن تكون نهاية العلاقة، بل فرصة للتفاهم والنضج.
الخلافات الزوجية جزء من الحياة:
وشددت الواعظة بالأزهر، خلال حلقة برنامج "رقائق"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، على أن النبي ﷺ وزوجاته كانوا يمرّون بخلافات، لكنهم تعاملوا معها بأدب ورحمة.
قصة الخلاف الذي وقع بين النبي ﷺ والسيدة عائشة:
وروت أسماء أحمد، الواعظة بالأزهر الشريف، قصة الخلاف الذي وقع بين النبي ﷺ والسيدة عائشة رضي الله عنها، حين عرض عليها النبي أن يختارا حكمًا للفصل بينهما، فاختارت والدها أبو بكر رضي الله عنه، مشيرة إلى أن النبي ﷺ أدار الموقف بمنتهى الرفق والحكمة، حتى بعدما اشتد غضب أبو بكر، فحمى النبي زوجته وقال له: "أقسمت عليك ما لهذا دعوناك".
وأضافت أن النبي ﷺ لم يستغل الموقف ليُحرج السيدة عائشة، بل مازحها بعد هدوء الموقف بقوله: "لقد كنتِ من قبل شديدة البسوق بظهري"، لتضحك السيدة عائشة، وتنتهي المشكلة ببساطة ودون عناد.
وأكدت الواعظة أن كثيرًا من المشكلات اليوم تنتهي بالطلاق بسبب الانفعال أو تدخل الأهل، قائلة: "مش كل خلاف محتاج طرف ينتصر. الحكمة هي أن نعبر الخلاف بسلام، ونحفظ استقرار بيوتنا".
وشددت على أهمية تجنب الحديث وقت الغضب، والحفاظ على الحوار بين الزوجين، وعدم نقل تفاصيل الحياة الخاصة إلى الأهل أو الأصدقاء، قائلة: "لو المشكلة كبرت نلجأ للحل القرآني: {فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها}، بشرط أن يكون الهدف الإصلاح".
وقالت: "ما تنسوش الفضل بينكم. افتكروا الأيام الجميلة، وخلوا بيتكم دايمًا مكان للمودة والرحمة، وتعلموا من بيت النبي ﷺ كيف تُحل المشكلات".
الخلافات الأسرية عديدة ومتعددة الأسباب، وهناك الكثير من الأدعية التي تقال بغرض حل مشاكل الخلافات بين الزوجين: الاستغفار، لقوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
(رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
(اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي).