بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

احتفاء عربي وانتقاد إسرائيلي لاعتراف فرنسا بدولة فلسطين

بوابة الوفد الإلكترونية

في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف فرنسا بـ دولة فلسطين، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي دعمًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي إطار تمسك بلاده  بالالتزام بالقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

القرار الفرنسي

وأكدت فرنسا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم وعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرة إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين يُعد خطوة رمزية وسياسية تهدف إلى إعادة إحياء عملية السلام المتعثرة ودفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الصراع المستمر.

ويأتي القرار الفرنسي في سياق تحرك أوروبي أوسع، عقب إعلان كل من إسبانيا وإيرلندا والنرويج اعترافها بدولة فلسطين، ما يُشير إلى تحول في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، وازدياد الضغوط على إسرائيل للعودة إلى مسار تفاوضي جاد.

 

تباين ردود الأفعال

وتباينت ردود الأفعال على الساحتين الإقليمية والدولية عقب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعترافها بدولة فلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

ولاقى قرار فرنسا ترحيب واحتفاء واسع في العواصم العربية واعتُبر خطوة تاريخية داعمة للحقوق الفلسطينية، بينما قابلته اسرائيل بانتقاد حاد واعتبرته إجراًء أحاديًا يعرقل جهود السلام.

 

ترحيب عربي وأوروبي

رحبت مصر بالإعلان الفرنسي، وأعربت عن بالغ تقديرها لهذه "الخطوة الفارقة والتاريخية"، التي تأتي لدعم الجهود الدولية الهادفة لتجسيد دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحضت مصر، كافة الدول التي لم تتخذ بعد هذا القرار على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تأكيدا لالتزام المجتمع الدولي بالتوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.

كما رحبت وزارة الخارجية السعودية بالإعلان الفرنسي وأشادت به واعتبرته قرار تاريخي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود العام 1967.

ودعت المملكة العربية السعودية بقية الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، لاتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني.

كما اعتبرت وزارة الخارجية القطرية، أن القرار الفرنسي يمثل دعما مهما للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتجسيدا لتوافق المجتمع الدولي على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

 

خطوة في الاتجاه الصحيح

وأشادت وزارة الخارجية الأردنية، بالإعلان الفرنسي، واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح المفضي إلى تجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، والتصدي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

فيما ثمنت الإمارات الإعلان الفرنسي، مؤكدة أن هذا القرار يحظى بتقدير الإمارات، ويأتي في لحظة مفصلية تستدعي من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته، والعمل بشكل جماعي لتفعيل المسار السياسي، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

توالت ردود الفعل العربية المرحبة بالقرار، حيث وصفته جامعة الدول العربية بأنه "نقلة نوعية تعزز الحق الفلسطيني في نيل استقلاله"، فيما اعتبرته السلطة الفلسطينية انتصارًا للشرعية الدولية، مشيرة إلى أن الخطوة الفرنسية يجب أن تُشكّل نموذجًا لدول أخرى في أوروبا والعالم.

ولم يقتصر الأمر على الدول العربية فقط، بل جاء القرار الفرنسي بعد خطوات مماثلة من إسبانيا، وإيرلندا، والنرويج التي اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطين، وهو ما يشير إلى تحول في المزاج الأوروبي تجاه دعم الحقوق الفلسطينية، في وقت تشهد فيه الأراضي المحتلة توترات متزايدة وتصعيدًا عسكريًا.

 

رفض اسرائيلي واستنكار أمريكي

وفي المقابل، أعربت الحكومة الإسرائيلية عن غضبها الشديد من القرار الفرنسي، واعتبرته "انحيازًا صارخًا للفلسطينيين"، محذرة من أن مثل هذه الخطوات قد "تزيد من توتر الأوضاع في المنطقة وتُقوّض فرص العودة إلى طاولة المفاوضات".

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعاء السفير الفرنسي في تل أبيب للاحتجاج رسميًا، مؤكدة أن "أي اعتراف أحادي بالدولة الفلسطينية خارج إطار التفاوض يمثل مخالفة للاتفاقات السابقة ويضع العراقيل أمام جهود التسوية".

 

واستنكرت الولايات المتحدة بشدة القرار الفرنسي، وأكد وزير الخارجية ماركو روبيو بأن بلاده "ترفض بشدة خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وقال روبيو على منصة "إكس"، "إن هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس ويعيق السلام، إنها صفعة على وجه ضحايا 7 أكتوبر".

ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف قد يُشكّل نقطة ضغط سياسية جديدة على إسرائيل، خاصة في ظل تزايد العزلة الدبلوماسية التي تواجهها بفعل مواقفها من الحرب في غزة وسياساتها في الضفة الغربية.