7 فوائد عظيمة لقيام الليل.. اغتنمها ولا تحرم نفسك الأجر

تُعدّ صلاة قيام الليل من أعظم العبادات التي يُقبل بها العبد على ربه، وهي سُنّة مؤكدة عن النبي ﷺ، فيها من الفضل والبركة ما لا يُعد ولا يُحصى، وقد أوصى بها النبي مرارًا لأمته، لما تحمله من آثار مباركة على حياة المسلم في الدنيا والآخرة.
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:«عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد» [رواه الترمذي].
وفي هذا التقرير، نرصد أبرز الفوائد التي تعود على المسلم من صلاة قيام الليل، وفضلها العظيم كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة:
أولًا: قرب من الله ورفعة في الدرجات
قيام الليل من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فقد أثنى الله على عباده المتقين الذين يهجرون الفراش للقيام بين يديه، فقال سبحانه:
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16].
وفي موضع آخر، قال تعالى:
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9]، وهي آية تشير إلى مكانة القائمين في الليل عند الله عز وجل.
ثانيًا: قيام الليل يُطهّر القلب ويمنع الوقوع في المعاصي
العبد الذي يداوم على قيام الليل يكون أكثر استقامة وبعدًا عن الذنوب، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله تعالى:
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45].
وقيام الليل بخاصة يعين على تهذيب النفس وكبح الشهوات، ويقوي صلة العبد بربه.
ثالثًا: تكفير السيئات وغفران الذنوب
ورد في الحديث الشريف أن قيام الليل من أسباب مغفرة الذنوب وتكفير الخطايا، فقال النبي ﷺ:
"وتكفيرٌ للسيئات.."، مما يؤكد أن هذه الصلاة فرصة متجددة لمحو ما سلف من الذنوب، وفتح صفحة نقية مع الله عز وجل.
رابعًا: شفاء للأجساد ووقاية من الأسقام
قيام الليل لا يقتصر أثره على الروح فحسب، بل يمتد ليشمل الجسد أيضًا؛ إذ إن المداومة عليه تُطرد العلل والأسقام، كما جاء في الحديث:
"ومطردةٌ للداء عن الجسد"، وأول داء يُطرد عن المسلم هو داء العجز والكسل، وهو ما يؤكده العلم الحديث من أثر العبادة والخشوع في تحسين الصحة النفسية والبدنية.
خامسًا: ساعة إجابة لا تُرد
من يصلي الليل يُدرك ساعة مباركة في الثلث الأخير من الليل، لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بشيء من خير الدنيا أو الآخرة، إلا استجاب له، فعن جابر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: "إن من الليل ساعة، لا يوافقها عبدٌ مسلم، يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" [رواه مسلم].
سادسًا: بداية مشرقة ويوم نشيط
قيام الليل يُثمر نفسًا طيبة ويومًا نشيطًا، بعكس من نام ليله كله، ففي الحديث الصحيح:
"يَعقد الشيطانُ على قَافية رأسِ أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد،... فإن صلَّى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيبَ النَّفْس، وإلَّا أصبح خبيثَ النفس كسلان" [متفق عليه].
وقت قيام الليل وعدد ركعاته
يبدأ وقت قيام الليل بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر، أما أفضل أوقاته فهو الثلث الأخير من الليل، لأنه وقت التنزل الإلهي، كما في الحديث:
"ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟" [متفق عليه].
أما عدد ركعات قيام الليل فليس محددًا، ويُصلّى مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين، ثم يوتر المسلم بركعة واحدة أو ثلاث أو خمس حسب استطاعته، وأفضل ما ورد عن النبي ﷺ هو إحدى عشرة ركعة.
كيفية صلاة قيام الليل
الأفضل في أدائها أن تكون بركعتين ركعتين مع الطمأنينة والخشوع، فلا ينبغي الإسراع فيها أو أداؤها بشكل سريع، فالقليل مع الخشوع خير من الكثير دون حضور قلب.
لقول النبي ﷺ:
"صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" [رواه البخاري ومسلم].