بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جنوب قنا.. عنوان للإهمال

محافظة قنا من المحافظات المهملة منذ سنوات طويلة.. رغم ما تدعيه الحكومة بأنها تهتم بالصعيد.. ولكن هذا الأمر هو شعار للاستهلاك المحلى فقط لا غير تشهده بعينك فى أول زيارة لها.. ومحافظة قنا منذ عهد اللواء عادل لبيب لا يهتم المسئولون بها إلا بمدينة قنا فقط لتكون صورة لما يعتقد أنه تطوير أما باقى المحافظة الممتدة من مدينة قوص جنوباً حتى مدينة أبوتشت شمال. لا ينظر إليها أى مسئول حتى رؤساء هذه المدن والمراكز لا يخرجون لتفقد أوضاع الخدمات فيها.

أقول هذا بعد ما رأيته فى زيارة لمسقط رأسى فى قرية الحراجية مركز قوص والتحرك لزيارة الأهل والأصدقاء فى المدن والقرى المجاورة. وكانت النتيجة أن مشاريع التطوير التى أعلن عنها متوقفة وحالة الطرق التى تربط القرى والمدن فى أسوأ حالاتها. وبمجرد السير عليها تصاب بالغثيان من كثرة الحفر والتكسير، رغم أنها طرق حيوية بالنسبة للأهالى، خاصة فى موسم نقل القصب الى المصنع، ومنها طريق الكوم- الحراجية- قوص وكذلك طريق قفط- قوص الغربى الذى يخدم ٨ قرى على الأقل وطريق «المعرى» الذى يربط قوص بطريق أسوان الزراعى وهذه الطرق أمثلة من طرق أخرى تكشف مدى إهمال المسئولين فى محافظة قنا عن متابعة ما تسميه مشاريع التطوير.. وعدم الجدية فى تنفيذها. 

ولا أعتقد أن السيد محافظ قنا زار هذه القرى أو سار بسيارته الفارهة على هذه الطرق أو سمع عنها أو توجه جنوب المحافظة وسار على الأقدام فى مدنها ومراكزها وقراها أو التقى مع سكانها وناقش معهم خطط التطوير التى يدعيها والمدى الزمنى للانتهاء منها.. والعقبات التى تواجهه فى تنفيذها إن كانت هناك عقبات أكبر من مسئولياته كمحافظ. 

إن كانت هذه المناطق تعانى من إهمال المسئول المحلى فبالتالى وبالتبعية تكون منسية على المستوى المركزى بعيدة عن الرقابة الرسمية، حتى أصبحت مناطق خارج نطاق الجغرافيا والتاريخ.. أصبح الإحباط هى السمة السائدة لدى الشباب.. فكانوا فريسة لإدمان المخدرات المخلقة كيميائياً مثل «الشابو» و«الاستروكس» وفقدان الأمل فى نجاح أى مشروع يمكن أن يقوم بها وأصبحت هذه القرى حملاً إضافياً على أجهزة الأمن الذى كتب عليها أن تدفع ثمن إهمال مسئولى المحليات وعدم الالتزام بأى جدول لتنفيذ خطط التنمية التى يتم وضعها.

إن كانت هناك إرادة حقيقية للاهتمام بالصعيد فلابد من تعيين مسئولين لديهم القدرة على سرعة الحركة والقدرة على الاستجابة لصرخات المواطنين وتلبية مطالبهم فقد عانى أهلى فى صعيد مصر من محبى المكاتب الفارهة والتكييفات القوية وأصحاب الياقات البيضاء التى لا تتسخ بتراب أرضنا الطاهرة. 

إن هذه السطور صرخة لمن يهمه الأمر ونتمنى أن نجد هذا المسئول المهموم بنا نحن أهل الصعيد وخاصة محافظة قنا فى أقرب فرصة وأتمنى أن أشاهد السيد المحافظ يتجول على الأقدام بدون حراسة فى القرى والطرق التى تعانى الإهمال منذ سنوات.