بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من منبر المسجد النبوي.. تحذير من الاستهزاء بالرسل والعناد أمام الآيات

بوابة الوفد الإلكترونية

أوصى فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، المسلمين بتقوى الله حق التقوى، ومراقبته في السرّ والعلانية، والتمسك بما جاء به النبي محمد ﷺ، مؤكدًا أن أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده هي إرسال الرسل، فهم السبيل إلى السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة.
 


 الاستهزاء بالرسل والعناد أمام الآيات

وأوضح فضيلته، في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي، أن الرسل هم الذين يميزون بين الطيب والخبيث، ولا يُنال رضا الله تعالى إلا باتباعهم، مشيرًا إلى أن حاجة البشر إلى الرسل أعظم من حاجتهم إلى أرواحهم، وبقاء أهل الأرض مرهون ببقاء آثار الرسالات الإلهية فيهم.

وأضاف القاسم أن الله تعالى أيد رسله بالآيات الباهرات والبراهين الدالة على صدق رسالاتهم، مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ﴾، لافتًا إلى أن الآيات الدالة على نبوة محمد ﷺ كثيرة ومتنوعة، وهي أعظم وأجلى من آيات الأنبياء من قبله، كما قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾.

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي قائلاً إن المشركين بعد ظهور نبوة النبي محمد ﷺ، بالغوا في طلباتهم واعتراضاتهم، واقترحوا آيات يطلبون إنزالها تكبرًا وعنادًا، زاعمين أنه لو أُنزل عليهم ذكر من الأولين لأخلصوا العبادة لله، كما قال تعالى:﴿ وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * فَكَفَرُوا بِهِ ﴾.

وبيّن الشيخ القاسم أن هؤلاء المشركين لما سمعوا القرآن وما فيه من إعجاز، طعنوا فيمن أنزل عليه، وقالوا: ﴿ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾، أي من أهل مكة أو الطائف، في دلالة على عنادهم وحسدهم.

وأضاف أن عنادهم بلغ بهم أن طالبوا النبي ﷺ أن يُبدّل القرآن أو يأتي بغيره، فأنزل الله تعالى قوله:﴿ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ﴾.

وأكد الشيخ القاسم أن الله تعالى لو استجاب لطلبات المشركين لتمادوا في الكفر والكبر، بل كانوا يسخرون من النبي ﷺ إذا لم تأتِ آية كما يريدون، كما قال تعالى:﴿ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ﴾، موضحًا أن الآيات لا تنزل إلا بإذن الله وحده، كما جاء في قوله:﴿ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾.

وأشار إلى أن المشركين جهلوا حكمة الله تعالى في عدم إنزال ما طلبوه من الآيات، لأن ذلك لم يكن ليؤدي إلى إيمانهم، بل كان سيزيدهم عنادًا، مثل الأمم السابقة التي طلبت آيات، فلما أُعطيت لها كذبت بها فاستُؤصلت وهلكت، كما قال تعالى:﴿ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ * مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴾.

وختم فضيلته خطبته بالتأكيد على أن النبي محمد ﷺ كان يضيق صدره مما يقولون، كما في قوله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴾، محذرًا من الاستهانة بجناب الربوبية أو التقليل من قدر الرسالة، فالإسلام قائم على ركنين عظيمين: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ومن تحقق بهما واتّبع النبي ﷺ فقد حقق التوحيد ونال الخيرية.