بعد فقدانه أطفاله الـ6.. وفاة الأب الناجي الوحيد في فاجعة دير مواس

خيّم الحزن مجددًا على قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس في محافظة المنيا، اليوم الجمعة، بعد وفاة "ناصر محمد علي"، الأب المكلوم والناجي الوحيد من كارثة تسمم أودت بحياة أطفاله الستة خلال الأسبوع الجاري.

وكانت الأسرة قد تعرضت لحالة تسمم جماعي إثر تناول وجبة طعام منزلية يُرجح تلوثها بمبيد حشري شديد السمية، ما أسفر عن وفاة الأطفال الستة تباعًا خلال أيام قليلة، في واقعة مؤلمة أثارت تعاطفًا واسعًا وغضبًا شعبيًا.

تدهور الحالة الصحية للأب في دير مواس

وبعد ثلاثة أيام فقط من دفن طفلته الأخيرة، دخل الأب في حالة نفسية وصحية متدهورة، نُقل على إثرها إلى المستشفى، إلا أن حالته لم تتحسن رغم محاولات الأطباء لإنقاذه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم متأثرًا بصدمة الفقد والتسمم الذي أصيب به كذلك، بحسب ما كشفته التحاليل الطبية.

وأظهرت تقارير الطب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن مادة سامة تُستخدم كمبيد زراعي نادر ، وهو مركب شديد الخطورة لا يُستخدم عادة في البيوت، ولا يتوفر له ترياق فعّال.

من جانبها، تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، حيث أمرت بتشريح جثامين الضحايا وسحب عينات من الطعام والمياه داخل منزل الأسرة، في محاولة لكشف مصدر المبيد، مع ترجيحات بحدوث تلوث عرضي خلال إعداد الطعام أو تخزينه.

وتحولت قرية دلجا في دير مواس إلى سرادق عزاء مفتوح خلال الأيام الماضية، وسط جنازات متتالية ومشهد جنائزي صادم لن يُمحى من ذاكرة الأهالي، الذين وصفوا ما حدث بأنه "فاجعة غير مسبوقة" و"جريمة السم الصامت".