بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أبرزها الجبن والشوكولاتة.. مأكولات تسبب الصداع النصفي

بوابة الوفد الإلكترونية

الصداع النصفي من أكثر أنواع الصداع إزعاجًا وتأثيرًا على جودة الحياة اليومية، حيث يتميز بألم شديد ونابض في أحد جانبي الرأس، وقد يستمر من عدة ساعات إلى أيام، وغالبًا ما يصاحب هذا النوع من الصداع أعراضًا إضافية مثل: الغثيان، والتقيؤ، والحساسية الشديدة تجاه الضوء أو الأصوات المرتفعة.

تختلف أسباب ومحفزات نوبات الصداع النصفي من شخص لآخر، إلا أن هناك بعض العوامل المشتركة التي تُعد الأكثر شيوعًا.

من أبرز هذه العوامل التغيرات الهرمونية، خاصة لدى النساء، بالإضافة إلى قلة النوم، والتعرض للضغوط النفسية، وتغيرات الطقس، وبعض الأطعمة والمشروبات.

وتشير الأبحاث إلى أن هناك جانبًا وراثيًا قد يكون له دور في الإصابة بهذا النوع من الصداع، كما يمكن أن يكون مرتبطًا بحالات اضطراب المزاج، مثل القلق والاكتئاب.

وبحسب ما نشره موقع Times of India، فقد تم تسليط الضوء على عدد من الأطعمة التي قد تشكل محفزات مباشرة لنوبات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، وهذه أبرزها:

الأطعمة القديمة والمخمرة

تشمل هذه الفئة من الأطعمة الأجبان المُعتقة مثل: "الشيدر" و"البارميزان"، بالإضافة إلى المخللات، وبعض المنتجات المخمرة الأخرى، وتحتوي هذه الأطعمة على مادة تُعرف باسم "التيرامين"، وهي مركب ناتج عن تحلل البروتين بفعل التخمير أو التقادم.

يُعتقد أن التيرامين يمكن أن يُسبب اضطرابات في توتر الأوعية الدموية ويؤثر على النواقل العصبية، مما يؤدي إلى نوبة صداع نصفي، وقد أظهرت الدراسات أن هذه الأطعمة تُعد من أكثر المحفزات الغذائية شيوعًا، وخصوصًا بين الأشخاص الذين يعانون من "الصداع النصفي المصحوب بهالة"، حيث أبلغ ما يصل إلى ثلث المصابين بأن الأجبان القديمة تحديدًا تسبب لهم نوبات متكررة.

اللحوم المُصنّعة والمملحة

تشمل مثل هذه الأطعمة النقانق، والسلامي، والهوت دوغ، وغيرها من اللحوم التي تتم معالجتها أو حفظها بالملح، وغالبًا ما تحتوي هذه الأطعمة على النترات أو النتريت بالإضافة إلى التيرامين، وهي مركبات قد تؤدي إلى تغييرات في الأوعية الدموية، مما يعجل بحدوث نوبات الصداع.

وتشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين تناول اللحوم المصنعة بانتظام وظهور الصداع النصفي المزمن، خصوصًا الأنواع التي تترافق مع الهالة البصرية.
الكافيين

رغم أن الكافيين قد يكون له دور في تخفيف الألم المرتبط بالصداع عبر انقباض الأوعية الدموية، فإن الإفراط في تناوله أو التوقف المفاجئ عن استهلاكه قد يؤدي إلى تأثير عكسي.

يحدث ما يُعرف بـ"تمدد ارتدادي" في الأوعية الدموية، وهو ما يمكن أن يُسبب نوبة صداع مفاجئة، وقد أظهرت دراسات أن نسبة تتراوح بين 6% و69% من المصابين بالصداع النصفي، يعتبرون الكافيين أحد المحفزات المباشرة، خصوصًا عند التوقف المفاجئ عن استهلاكه بعد الاعتياد عليه.

الشوكولاتة

تحتوي الشوكولاتة على عدد من المركبات المؤثرة في الأوعية الدموية، مثل: الكافيين، والتيرامين، وبيتا فينيل إيثيلامين، وكلها قد تؤثر على عمل الجهاز العصبي وتسهم في تحفيز نوبات الصداع النصفي.

ويرى بعض الخبراء أن الرغبة الشديدة في تناول الشوكولاتة قد تسبق نوبة الصداع، وبالتالي فإن إدراك المريض لارتباط الشوكولاتة بالصداع قد يكون ناتجًا عن التغيرات البيوكيميائية السابقة للنوبة، لا عن الشوكولاتة بحد ذاتها، ومع ذلك يشير ما يصل إلى 33% من المصابين إلى أن الشوكولاتة تُسبب لهم نوبات مباشرة.

المُحليات الصناعية

من بين المواد التي تم ربطها بالصداع النصفي الأسبارتام، وهو أحد أشهر المُحليات الصناعية المستخدمة في المشروبات الغازية الدايت، والعلكة الخالية من السكر، وبعض الأطعمة منخفضة السعرات.

تشير بعض الأبحاث إلى أن هذه المُحليات قد تتداخل مع عمل النواقل العصبية في الدماغ، مما يُحفز نوبات الصداع لدى بعض المستخدمين، ورغم أن العلاقة العلمية لم تثبت بشكل قاطع، إلا أن الكثير من المصابين يُبلغون عن ظهور الصداع بعد استهلاك تلك المحليات.


الحمضيات والأطعمة الباردة

تشمل الحمضيات، مثل: البرتقال، والليمون، والجريب فروت مركبات تُعرف بأنها مُحفزة للأوعية الدموية، كما تحتوي على مواد قد تُحفز إفراز الهستامين، وهو ما قد يؤدي إلى نوبة صداع نصفي، خاصةً لدى من يعانون من "الصداع النصفي المرتبط بالهالة".

أما بالنسبة للأطعمة الباردة، مثل الآيس كريم أو المشروبات المثلجة، فهي قد تُسبب ما يُعرف بـ"تجميد الدماغ" أو "Brain Freeze"، وهو نوع من الصداع المفاجئ ناتج عن تحفيز العصب الحنكي بسبب البرودة المفاجئة، وقد يتطور إلى صداع نصفي لدى الأشخاص الحساسين.


انخفاض سكر الدم وتخطي الوجبات

تخطي الوجبات أو اتباع نظام غذائي غير منتظم من أهم العوامل التي تُحفز الصداع النصفي، عند انخفاض مستويات السكر في الدم، يقوم الجسم بإفراز هرمونات تعويضية لاستعادة التوازن، لكن هذه الهرمونات قد تُسبب توترًا عصبيًا يؤدي إلى نوبات الصداع.

وبشكل عام، فإن عدم انتظام الوجبات، سواء من حيث توقيتها أو محتواها الغذائي، يُصنف كعامل محفز شائع للصداع النصفي، حتى وإن لم يكن مرتبطًا مباشرةً بنوع معين من الأطعمة.

من الضروري أن يكون الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي على وعي بالعوامل الغذائية التي قد تُثير لديهم النوبات، وقد يكون من المفيد تدوين ملاحظات يومية عن الوجبات والأعراض المرتبطة بها، لتحديد المحفزات الفردية بدقة وتجنبها قدر الإمكان، مما يُسهم في تحسين جودة الحياة وتخفيف عدد النوبات.