»ﺗﺮاﻣﺐ« ﻳﻬﺪد ﺑﺮﺳﻮم ﺗﺼﻞ إﻟﻰ C٥٠ ﻋﻠﻰ اﻟﺪول المعارضة

اﻷﺳﻮاق اﻷوروﺑﻴﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻊ اﻗﺘﺮاب اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺘﺠﺎر
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية فى بداية التداولات مدفوعة بتنامى الآمال بشأن اقتراب التوصل إلى اتفاق تجارى بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، ما أنعش التفاؤل فى الأسواق العالمية. سجل مؤشر داكس الألمانى فى فرانكفورت ارتفاعًا بنسبة 0.9%، فى حين صعد مؤشر كاك 40 الفرنسى بنسبة 0.4%، على خلفية تقارير نقلتها صحيفة «تلجراف» عن مصادر دبلوماسية أكدت أن بروكسل تقترب من اتفاق تجارى مع واشنطن يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات الأمريكية من السلع الأوروبية، فى خطوة مشابهة لاتفاق سابق بين الولايات المتحدة واليابان.
هذا الاتفاق، إن تم، قد يحول دون تطبيق رسوم جمركية بنسبة 30% سبق وأن هدد بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى رسالة وجهها إلى الاتحاد الأوروبى فى وقت سابق من الشهر الجارى. واعتبر محلل «دويتشه بنك»، «جيم ريد»، أن الاتفاق على معدل تعريفة شاملة بنسبة 15% لن يمثل إلا زيادة طفيفة مقارنة بالتعريفة الإضافية البالغة 10% المفروضة على الصادرات الأوروبية منذ ما يُعرف بـ«يوم التحرير»، لكنه سيحقق فى المقابل قدراً أكبر من الاستقرار واليقين.
وفى هذا السياق، عقد المفوض التجارى للاتحاد الأوروبى، ماروس سيفتشوفيتش، اجتماعًا مع وزير التجارة الأمريكى هوارد لوتنيك أمس الأول، ضمن سلسلة محادثات تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين. وأشار ترامب إلى أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبى «جادة»، معلنًا عن استعداده لخفض الرسوم الجمركية فى حال فتح السوق الأوروبية أبوابها أمام الشركات الأمريكية.
من جانبه، صرح وزير الخزانة الأمريكى بيسنت بأن «المحادثات مع الاتحاد الأوروبى تسير على نحو جيد»، فى إشارة إلى تقدم ملموس فى المفاوضات الجارية.
وفى تطور آخر، أعلن ترامب خلال قمة للذكاء الاصطناعى فى واشنطن عن أن الدول التى تتفاوض تجاريًا مع الولايات المتحدة يجب أن تتوقع فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15% و50%، مشددًا على أن الولايات المتحدة تتبنى سياسة جمركية «بسيطة ومباشرة» تشمل نحو 50 دولة، فى ظل ما وصفه بعدم الوفاق معها فى الفترة الماضية.
وبالتوازى مع هذه التطورات، ارتفعت الأسهم البريطانية هى الأخرى، حيث سجل مؤشر فوتسى 100 صعودًا مع بدء التداولات وسط التفاؤل باقتراب الاتفاق الجمركى بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة. ويترقب المستثمرون إعلان البنك المركزى الأوروبى فى وقت لاحق اليوم بشأن أسعار الفائدة، مع توقعات بالإبقاء عليها دون تغيير بعد سلسلة من الخفض المتتالى بلغ سبع مرات منذ اندلاع أزمة الأسعار ما بعد الجائحة والغزو الروسى لأوكرانيا.
وكان البنك المركزى الأوروبى قد خفّض أسعار الفائدة من 4% إلى 2% خلال عام واحد فقط، فى محاولة لاحتواء التضخم. ومع عودة التضخم إلى مستواه المستهدف عند 2%، يتوقع أن يراقب محافظو البنوك المركزية فى منطقة اليورو تداعيات السياسات الجمركية التى يهدد بها ترامب، بدلاً من مواصلة خفض الفائدة.
فى الولايات المتحدة، من المقرر أن يقوم ترامب بزيارة مفاجئة إلى مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، ما يزيد من الضغط على رئيس البنك، جيروم باول، لتخفيض أسعار الفائدة. وانتقد ترامب باول بشدة مؤخرًا، واصفًا إياه بـ«الأحمق» ومتهمًا إياه بالتأخر فى خفض تكاليف الاقتراض، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يكلّف الاقتصاد الأمريكى مليارات الدولارات.
ورغم أن ترامب هو من رشح باول لرئاسة البنك الاحتياطى الفيدرالى خلال ولايته الأولى، إلا أن الخلاف بين الطرفين تصاعد فى الأشهر الماضية، لا سيما مع إعلان البيت الأبيض عن زيارة ترامب دون تقديم تفاصيل إضافية، وسط تساؤلات حول ما إذا كان سيعقد لقاء مباشرًا مع باول. ويأتى ذلك فى أعقاب اتهامات لمسئولين فى البنك بإساءة إدارة مشروع تجديد مبانٍ تاريخية فى العاصمة واشنطن بكلفة بلغت 2.5 مليار دولار.
فى بروكسل، أكد دبلوماسيون أوروبيون أن الاتحاد الأوروبى بات قريبًا من إبرام اتفاق جمركى مع واشنطن يتضمن فرض رسوم بنسبة 15% على صادراته إلى الولايات المتحدة. وذكر مسئولون أوروبيون خلال اجتماع مع مبعوثى الاتحاد أن هذه النسبة قد تشمل صادرات رئيسية مثل السيارات والأدوية، وقد يتم توسيعها لاحقًا لتشمل قطاعات أخرى مثل الطائرات والأخشاب وبعض المنتجات الزراعية.
وأوضحت «رويترز» أن هذا المعدل الجمركى لن يُضاف إلى التعريفات الأمريكية طويلة الأجل التى يبلغ متوسطها نحو 5%، مشيرة إلى أن الاتفاق قد يتضمن استثناءات وتنازلات لعدد من القطاعات لتخفيف العبء الجمركى المتوقع.