بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

غزة .. ثلاثية الإبادة

بوابة الوفد الإلكترونية

محارق وجوع وعطش .. ونصف مليون كيس من الطحين غير كافية أسبوعيًا

تحذيرات دولية تراوح مكانها.. والفلسطينيون فى مرمى التهجير

 

لا تزال الابادة الصهيونية الجماعية تواصل حصد ارواح اهالى قطاع غزة لليوم 657 على التوالى وسط كارثة انسانية مروعة بثلاثية القتل والجوع والعطش وإن وجد الماء فهو قليل وناقل للأوبئة مما ينذر بتفشى امراض جديدة وفيروسات يصعب تشخيصها فى ظل انهيار المنظومة الصحية.

شن الاحتلال الإسرائيلى سلسلة من الغارات والقصف المدفعى والمروحى استهدفت مناطق واسعة من القطاع غزة، بما فى ذلك منازل مأهولة، خيام نازحين، وأماكن انتظار المساعدات، ما أسفر عن ارتقاء عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، فى ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن تسجيل حالتى وفاة جديدتين بسبب المجاعة وسوء التغذية فى القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة فى بيان مقتضب، أن العدد الإجمالى لشهداء المجاعة وسوء التغذية فى القطاع، ارتفع إلى 115 حالة وفاة. 

وكشفت بيانات الوزارة خلال الفترة بين يناير يونيو من العام الجارى عن تراجع حاد فى أعداد الولادات، حيث سجل 17 ألف ولادة فقط، مقارنة بـ29 ألفًا فى ذات الفترة من عام 2022، أى بانخفاض نسبته 41% كما سجلت وفاة ما لا يقل عن 20 مولودًا خلال 24 ساعة من ولادتهم، بينما ولد نحو 5,560 طفلًا – أى 33% من إجمالى المواليد – قبل أوانهم، أو بأوزان منخفضة، أو احتاجوا إلى رعاية مكثفة.

واعلنت انه من المقرر وعبر منظمة الصحة العالمية WHO، إدخال شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية الى مستشفيات القطاع. مؤكدة: «لا تحتوى على أى أصناف غذائية».

وشددت صحة غزة فى تصريح صحفي: «الأصناف المتوقع وصولها على درجة كبيرة من الأهمية والاحتياج العاجل لاستمرار تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى وإنقاذ الحياة». وناشدت بالفلسطينيين وكافة الوجهاء والعائلات والجهات المعنية بذل الجهد لحماية القافلة؛ «لعدم التعرض للشاحنات، وتمكين وصولها الآمن للمستشفيات لإنقاذ حياة المرضى والجرحى».

 وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى بالقطاع، عن أن حدة المجاعة زادت فى محافظات بالتزامن مع إغلاق الاحتلال لجميع المعابر بشكل كامل منذ 145 يوماً، ومنع إدخال حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية، مؤكدا أن المجاعة تتفاقم، وأن احتياجات الطحين تتجاوز 500 ألف كيس أسبوعياً.

وحذرت منظمة «أوكسفام» من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، مؤكدة أن المجاعة باتت منتشرة فى أنحاء القطاع منذ فترة، وأدت إلى وفاة العديد من المدنيين بسبب الجوع.  وأشارت الى ارتفاع نسبة الأمراض المنقولة بين اهالى غزة عن طريق المياه لنحو 150%.

كما تشير المعطيات الحقوقية إلى أن أكثر من 96% من المياه فى قطاع غزة غير صالحة للشرب، فى ظل انهيار كامل للبنية التحتية، وإغلاق المعابر والتعنت الإسرائيلى فى إدخال الوقود لتشغيل ما تبقى من محطات للتحلية.

ونشرت وكالات الأنباء AFP، AP، BBC News، وReutersبيانا مشتركا أعربت فيه عن قلقها بشأن تجويع صحفييها وعائلاتهم فى غزة، وطالبت السلطات الإسرائيلية بالسماح للصحفيين بالدخول إلى غزة والخروج منها.

وحذر صندوق الأمم المتحدة لسكان الدول العربية من أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الأمهات والمواليد الجدد فى قطاع غزة، فى ظل الانهيار الشامل فى المنظومة الصحية، واستمرار الحصار الذى يحرم السكان من الغذاء والرعاية الأساسية.

وأشار الصندوق إلى أن 70% من الأدوية الأساسية غير متوفرة، ونصف الأجهزة الطبية متضررة، ما يحدّ بشدة من القدرة على توفير رعاية حرجة لحديثى الولادة. كما أن غالبية المستشفيات إما مدمرة أو تعمل جزئيًا فقط. ويفاقم من الأزمة انهيار خدمات الإحالة والنقل، ما يمنع النساء الحوامل من الوصول إلى المشافى أو الحصول على رعاية ما قبل الولادة، وهو ما يحوّل الحالات القابلة للعلاج إلى وفيات يمكن تجنبها. وقال الصندوق إن لديه 170 شاحنة محمّلة بمستلزمات الإغاثة. 

وشددت «ليلى بكر»، المديرة الإقليمية للصندوق على أن حجم معاناة الأمهات الجدد وأطفالهن فى غزة يفوق الوصف، مضيفة: «ما نشهده هو حرمان ممنهج من الحقوق الأساسية، يدفع جيلاً كاملاً إلى حافة الهاوية».

ودعا الصندوق حكومة الاحتلال إلى السماح بدخول المساعدات دون عوائق وبشكل مستدام، بما يشمل الوقود، والأدوية، والغذاء، والتوقف عن عسكرة توزيع المساعدات. وختم البيان بالتحذير من أن كل لحظة تأخير تعنى المزيد من الأرواح المهددة، ومعاناة لا يمكن تصورها للفئات الأكثر هشاشة.

وأعلنت البرازيل عن أنها تضع اللمسات النهائية على طلبها للانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد ممارسات إسرائيل فى غزة أمام محكمة العدل الدولية.

واتهمت الحكومة البرازيلية فى بيان لها، إسرائيل بانتهاك القانون الدولى «مثل ضم أراضٍ بالقوة»، وعبّرت عن «سخطها العميق» إزاء العنف الذى يتعرض له السكان المدنيون. ورفعت جنوب إفريقيا الدعوى عام 2023، وطلبت فيها من المحكمة إعلان أن إسرائيل انتهكت التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.

وجاء فى الدعوى، أن إسرائيل فى حربها على قطاع غزة تتجاوز استهداف حركة حماس إلى مهاجمة المدنيين، إذ تشن غارات على المدارس، والمستشفيات، والمخيمات، والملاجئ. وسعت دول أخرى، مثل إسبانيا وتركيا وكولومبيا، إلى الانضمام إلى الدعوى ضد إسرائيل.