بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الإفتاء توضح حكم الذكر الجماعي الجهري بعد العصر يوم الجمعة

بوابة الوفد الإلكترونية

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الذكر الجماعي الجهري عقب صلاة العصر يوم الجمعة، كأن يجتمع الناس على الصلاة على النبي ﷺ بصيغة معينة وعدد محدد، هو أمر لا حرج فيه شرعًا، بل يُعد من العبادات المشروعة التي دلَّت عليها نصوص الكتاب والسنة، وأجمع عليها العلماء قديمًا وحديثًا.

وأوضحت الدار أن الجهر بالذكر مشروع بإجماع طائفة من أهل العلم، وقد ألّف كبار العلماء كتبًا ورسائل تؤكد مشروعيته، من أبرزهم الإمام السيوطي في رسالته "نتيجة الفكر في الجهر بالذكر"، والعلامة اللكنوي في كتابه "سياحة الفكر في الجهر بالذكر"، وغيرهم من أهل التحقيق والعلم.

وأشارت الإفتاء إلى أن الصلاة على النبي ﷺ مأمور بها شرعًا بإطلاق، أي أنها جائزة ومحببة في كل زمان ومكان وحال، ولا يجوز تقييدها بوقت أو موضع معين دون دليل شرعي.

واستشهدت الدار بعدد من الآيات القرآنية التي تدل على فضل الذكر ومشروعيته الجماعية، ومنها قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا • وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41-42]،وقوله سبحانه: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾ [الكهف: 28]،مؤكدة أن هذه النصوص تشمل الذكر الفردي والجماعي على حد سواء، طالما خلا من الرياء ولم يتسبب في إيذاء المصلين أو إزعاج النائمين.

كما استدلت الإفتاء بالحديث القدسي: "إن ذكرني في ملأٍ، ذكرته في ملأٍ خير منهم"، مشيرة إلى أن هذا النص الشريف يدعم الجهر بالذكر، وقد أيده كبار المحدثين كالحافظ ابن الجزري، والحافظ السيوطي الذي جمع أكثر من 25 حديثًا تؤكد استحباب الجهر بالذكر، لا سيما عند الأمن من الرياء.

وبيّنت الدار أن سنة النبي ﷺ تضمنت مواضع متعددة من الجهر بالذكر، كالتكبير أيام العيدين، حيث كان يُظهر التكبير ويرفع صوته بالتهليل حتى يصل إلى المُصلّى، وكذلك ما نُقل عن الصحابة الكرام كالحسن بن علي وابن عمر رضي الله عنهم من أفعال تؤيد الذكر الجهري الجماعي.

وفي الختام، شددت دار الإفتاء على أن إنكار هذا اللون من الذكر الجماعي أو التبديع فيه يُعد من التضييق على الناس في أمر وسّعه الشرع، كما أنه يُخالف ما ثبت في نصوص الوحي الشريف وهدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب الفقهية، مشيرة إلى أن الأصل في الذكر الإطلاق، ما لم يرد نص بتقييده.