بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

»أوﺑﺎﻣﺎ« ﻳﺮد ﻋﻠﻰ اﺗﻬﺎﻣﺎت »ﺗﺮاﻣﺐ« ﺑﺎلخﻴﺎﻧﺔ وﻳﺼﻔﻬﺎ ﺑﺎلمشينة

بوابة الوفد الإلكترونية

كسر الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما صمته ورد بقوة على الاتهامات التى وجهها إليه دونالد ترامب بشأن ما وصفه بمحاولة انقلاب مزعومة بعد انتخابات عام 2016، حيث اتهمه ترامب بتصنيع أدلة حول تدخل روسيا فى تلك الانتخابات، وهو ما وصفه مكتب أوباما بأنه محاولة سخيفة لصرف الأنظار.

فى خطوة غير معتادة أصدر مكتب أوباما بيانًا حاد اللهجة رفض فيه بشكل قاطع تصريحات ترامب الأخيرة التى اتهمه فيها بالخيانة، وبأنه قاد مؤامرة لإسقاط فوزه فى الانتخابات عبر الضغط على وكالات الاستخبارات لتقديم تقييمات زائفة عن تدخل روسى لمصلحة ترامب ضد هيلارى كلينتون.

وقال البيان إن احترامًا لمقام الرئاسة لا نرد عادة على الهراء والمعلومات المضللة التى تتدفق باستمرار من البيت الأبيض لكن هذه المزاعم مشينة بما يكفى لتستحق الرد، وأضاف أن الادعاءات غريبة وسخيفة ومحاولة واهية لتشتيت الانتباه عن أمور أكثر خطورة.

الهجوم الأحدث من ترامب جاء خلال مؤتمر صحفى عقده فى البيت الأبيض أثناء اجتماعه مع رئيس الفلبين فرديناند ماركوس جونيور، حيث اتهم ترامب أوباما بقيادة الانقلاب المزعوم بمشاركة جو بايدن وجيمس كومى وجيمس كلابر وآخرين من مسئولى الأمن القومى السابقين.

قال ترامب عندما سئل عمن يجب أن يُلاحق قضائيًا استنادًا إلى تقرير تولسى جابارد مديرة الاستخبارات الوطنية إنه استنادًا إلى ما قرأه فإن الرئيس أوباما هو من بدأ الأمر، وكان بايدن حاضرًا معه كما كان كومى وكلابر وغيرهم وأضاف أن أوباما كان زعيم العصابة.

وأكد ترامب أن ما قُدم هو دليل قاطع على أن أوباما كان يقود انقلابًا بالتعاون مع كلينتون ومسئولين سابقين، مشيرًا إلى أن ذلك يشكل خيانة كبرى ومحاولة لطمس نتائج الانتخابات، وتزوير إرادة الناخبين الأمريكيين وقال إن جابارد أخبرته بأن لديها آلاف الوثائق الإضافية فى هذا الشأن.

فى المقابل رفض مكتب أوباما ما ورد فى وثيقة جابارد المؤلفة من 11 صفحة والتى زعمت أنها أحالت أدلة على مؤامرة خيانة إلى وزارة العدل وأوصت بمقاضاة المسئولين عن ذلك، وجاء فى رد المكتب الرئاسى أن الوثيقة لم تقدم ما ينسف التقييمات الاستخباراتية المتفق عليها بأن روسيا تدخلت للتأثير على انتخابات 2016 دون أن تتمكن من التلاعب فى الأصوات.

وأكد البيان أن تقرير لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ عام 2020 الذى ترأسه السيناتور الجمهورى ماركو روبيو أيد النتائج السابقة بأن روسيا حاولت التأثير لصالح ترامب والإضرار بكلينتون من خلال قرصنة وتسريب رسائل من اللجنة الوطنية الديمقراطية.

تقرير جابارد استخدم استنتاجًا سابقًا من الملخص الرئاسى اليومى لأوباما فى ديسمبر 2016 بشأن عدم اختراق روسيا أنظمة التصويت ليستدل به على أن التقييمات تعرضت للتلاعب، وهو ما وصفه محللون بالمضلل والمتعمد لخلط الملفات.

روبرت مولر المحقق الخاص كان قد أكد فى تقريره عام 2019 تدخل روسيا إلكترونيًا فى الحملة الانتخابية عبر اختراق وتسريب بيانات لتعزيز حظوظ ترامب فى مواجهة كلينتون، وهى نتائج أيدها أيضًا تقرير مجلس الشيوخ المؤلف من الحزبين والمنشور فى العام التالي.

وقال فولتون أرمسترونج وهو محلل سابق فى وكالة الاستخبارات المركزية وضابط استخبارات وطنى إن تقرير جابارد كتب باستنتاجات معدة مسبقًا وإن مجرد القراءة السريعة تكشف الخلط بين الثقة والاحتمال فى تقييمات الاستخبارات وهو ما يؤدى إلى تلاعب متعمد.

أرمسترونج وصف التقرير بأنه مبتذل وغير مهنى معتبرًا الإشارة إلى مسئولى الدولة العميقة محض هراء يقوض مصداقية الوثيقة بكاملها، وأضاف أنها استندت إلى سوابق رديئة وارتباك مقصود لدعم رواية مشكوك فيها.

وجاءت تعليقات ترامب فى وقت تصاعدت فيه التساؤلات حول ملفات جيفرى إبستين حيث بدا أن ترامب يدعو مؤيديه إلى التوقف عن المطالبة بالإفراج عن الوثائق المتعلقة بوفاته داخل السجن عام 2019 وذلك من خلال تلميح مبطن قال فيه عليكم أن تلقوا نظرة على تقرير جابارد وتتوقفوا عن الحديث عن الهراء.

وفيما تواصل إدارة ترامب تسليط الضوء على مسئولى إدارة أوباما كمشتبه بهم فى التلاعب بنتائج الانتخابات عبر دعم رواية التدخل الروسى، فإن الرد القاطع من أوباما يشير إلى أن المعركة بين الرئيسين السابقين قد دخلت مرحلة جديدة من التصعيد السياسى والقانونى.