بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

العريس القاتل بالخطأ.. طلقة احتفال تحوِّل الفرح إلى مأتم في الشرقية

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت مدينة القرين بمحافظة الشرقية مأساة إنسانية مروعة حولت أجواء الفرح إلى صدمة وحزن عارم، بعدما لقي شاب مصرعه بطلق ناري أُطلق في الهواء ابتهاجًا خلال حفل زفاف، ليتحول العريس من بطل الليلة السعيدة إلى متهم خلف القضبان.

البداية جاءت عندما تلقى الأجهزة الأمنية بالشرقية، إخطارًا من قسم شرطة القرين يفيد ورود إشارة من المستشفى المركزي، بوصول شاب يُدعى "عبد الرحمن. إ" وشهرته "رمانة"، في حالة حرجة نتيجة إصابته بطلق ناري، قبل أن يتم تحويله إلى مستشفى الأحرار التعليمي بالزقازيق، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه.

وكشفت التحريات الأولية التي أشرف عليها الرائد أحمد شمس، رئيس مباحث قسم القرين، أن الشاب المجني عليه، البالغ من العمر 24 عامًا، حضر حفل زفاف أحد أصدقائه المقربين ويدعى "ف. م. ح" البالغ من العمر 22 عامًا، ولم يكن يعلم أن تلك الليلة ستكتب نهايته المأساوية.

وأوضحت التحريات أن العريس أطلق عيارًا ناريًا من بندقية خرطوش كان يحملها تعبيرًا عن فرحته، غير أن الرصاصة أصابت المجني عليه في منطقة حساسة من جسده، مما أدى إلى إصابته إصابة بالغة فارق على إثرها الحياة بعد ساعات من نقله للمستشفى.

وبناءً على إذن من النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط العريس المتهم، كما تم التحفظ على السلاح المستخدم في الواقعة، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأُحيل المتهم للنيابة العامة التي باشرت التحقيقات.

من جانبه، قال أحد شهود العيان – رفض ذكر اسمه – إن أجواء الفرح كانت طبيعية، وكان الجميع يرقص ويحتفل، قبل أن يُسمع دوي إطلاق نار أعقبه صراخ هستيري، ليكتشف الحاضرون سقوط "رمانة" أرضًا والدماء تنزف منه بغزارة. وأضاف: كنا نظن في البداية أن الإصابة سطحية، لكن حالته ساءت بسرعة، وبدأنا ندرك فداحة الكارثة.

وسادت حالة من الحزن والذهول بين أهالي مدينة القرين عقب الحادث، خاصة أن الشاب المتوفى كان معروفًا بدماثة خلقه وحبه للجميع، حيث نعاه عشرات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معربين عن حزنهم العميق لما حدث، وطالبوا بضرورة التصدي لظاهرة إطلاق النار في المناسبات التي باتت تهدد حياة الأبرياء.

وفي تعليقه على الواقعة، قال أحد أقارب المجني عليه إن الأسرة لا تصدق حتى الآن أن ابنها رحل بهذه الطريقة البشعة، مشيرًا إلى أن "رمانة" كان في مقتبل عمره، وكان مقبلًا على الحياة بكل حب وأمل، وأن الحادث دمر حياة أسرته بالكامل.

من جهة أخرى، ناشد عدد من أهالي الشرقية الجهات المعنية بتفعيل حملات توعية وتحذير المواطنين من خطورة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات، لما لذلك من مخاطر جسيمة تهدد حياة الأبرياء، وتحول ليالي الفرح إلى مآتم.

ولا تزال النيابة العامة تباشر تحقيقاتها الموسعة في الواقعة، حيث أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان المجني عليه، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.

ويترقب الشارع الشرقاوي تطورات القضية، في وقت لا تزال فيه مشاهد الحزن تخيم على مدينة القرين، بعد أن تحولت ليلة العمر إلى ذكرى أليمة لن تُنسى.