بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

زهرة بهتيم.. قُطفت بيد أبيها وأُجبرت على الموت في ترعة الإسماعيلية

انتحار فتاة
انتحار فتاة

 

في عزبة الصعايدة بمنطقة بهتيم، سقطت آخر أوراق الرحمة حين أجبر أبٌ ابنته على الرحيل من الدنيا، لا لذنبٍ ارتكبته، بل لشكٍ في سلوكها وخوفٍ من "كلام الناس".
شهد، فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، لم تكن سوى زهرة فتية نبتت في أرض قاسية، كان من المفترض أن تحيطها بالرعاية، لا أن تجهز على براءتها.

في مساء كئيب، وعلى ضفاف ترعة الإسماعيلية بمنطقة مسطرد، توقفت أنفاس "شهد ع. س. أ"، الطالبة التي كانت تحلم بحياة هادئة، بعدما أجبرها والدها على إلقاء نفسها في المياه، بعد أن اعتدى عليها بالضرب، مدعيًا أنه يشك في سلوكها لتواصلها مع أكثر من شخص عبر الهاتف.

بلاغ تلقاه اللواء محمد السيد، مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية، من شرطة النجدة، بالعثور على جثة فتاة تطفو بمياه الترعة.
تحركت قوة أمنية بقيادة المقدم مصطفى دياب، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، وبالفحص تبيّن أن الجثة لشهد، التي كانت مفقودة منذ يومين.

تحريات المباحث كشفت تفاصيل الفاجعة، وبتقنين الإجراءات، تم ضبط الأب "عماد س. أ" (42 عامًا)، الذي اعترف بجريمته كاملة، مؤكدًا أنه أجبر ابنته على الانتحار للتخلص من "العار".

تم تحرير المحضر رقم 6472 لسنة 2025 إداري قسم ثان شبرا الخيمة، وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، مع التصريح بدفن الجثمان بعد توقيع الكشف الشرعي.

في جنازة صامتة، ودّع الأهالي "شهد" وقلوبهم تشتعل أسى وحزنًا.
قال أحد جيرانها: "كانت مؤدبة وطيبة، ما تستاهلش كده.. حرام اللي حصل فيها."
وأضافت سيدة من الجيران بصوت مخنوق: "حتى لو غلطت.. مفيش أغلى من الروح.. دي ماتت مظلومة!"

هكذا رحلت شهد.. ليست كرقم في محضر، بل كجسد حمل في أعماقه صرخة لم يسمعها أحد.. ووردة سقطت في الماء لأن أقرب الناس إليها اختار أن يدفنها حيّة.