هيئة الكتاب تحتفل بذكرى 23 يوليو بخصومات على إصداراتها

أعلنت وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو المجيدة، عن تقديم خصومات خاصة على جميع إصداراتها في كافة منافذ البيع التابعة لها بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك حتى الخميس المقبل ٣١ يوليو.
وأكدت الهيئة أن هذه المبادرة تأتي في إطار حرص وزارة الثقافة على دعم القراءة، وتيسير الحصول على الكتب بأسعار مخفضة، تماشياً مع الرسالة الوطنية للهيئة في نشر الوعي والمعرفة، واحتفاءً بأحد أهم الأحداث التي شكّلت ملامح الدولة المصرية الحديثة.
وتحرص الهيئة المصرية العامة للكتاب على المشاركة الفاعلة في المناسبات الوطنية الكبرى، إدراكًا منها لأهمية ربط الثقافة بالهوية وتعزيز الانتماء الوطني، وذلك من خلال مبادرات متنوعة تدعم القراءة ونشر المعرفة، وتأتي هذه المشاركات امتدادًا لدورها الثقافي الرائد في المجتمع.
وتسعى الهيئة إلى توسيع قاعدة القرّاء، وفتح المجال أمام مختلف فئات المجتمع لاقتناء الكتب بأسعار مناسبة وفي شتى التخصصات، كما تولي الهيئة اهتمامًا خاصًا بالمشاركة في الفعاليات القومية الكبرى.
"ذاكرة بورسعيد".. توثيق التراث من ميادين اللعب إلى قصائد العامية في معرض الكتاب
من ناحية أخرت، وضمن فعاليات معرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، استضاف البرنامج الثقافي ندوة متميزة بعنوان "ذاكرة بورسعيد: من الألعاب الشعبية إلى شعر العامية"، ضمن محور "تراثك ميراثك" التابع لمبادرة "مصر تتحدث عن نفسها"، وذلك احتفاءً بالتراث الثقافي والشعبي للمدينة.
جاءت الندوة مهداة إلى روح الباحث الراحل عبده العباسي، وشارك فيها نخبة من الأكاديميين والمبدعين، منهم الدكتور أحمد يوسف عزت، والشاعر والكاتب محمد عبد القادر، والباحث الدكتور مسعود شومان، وأدار اللقاء الكاتب أسامة المصري، بحضور الدكتور خالد أبو الليل، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
في مستهل الندوة، أكد أسامة المصري أن كتاب "الألعاب الشعبية" يعد مرجعًا مهمًا لتوثيق الموروث الشعبي للمدينة، عبر رصد أكثر من ستين لعبة شعبية، استخلصها المؤلف من خلال قراءة دقيقة لدواوين ثلاثة من أبرز شعراء العامية المهتمين بالتراث، هم: عبد القادر مرسي (ديوان "نورس حزين")، إبراهيم الباني (ديوان "صباحين وحتة")، ومحمد عبد القادر (ديوان "طرح البحر").
وأوضح الدكتور مسعود شومان أن الكتاب يمثل دراسة "أنثرو-أدبية" تربط بين طقوس الطفولة البورسعيدية والألعاب الجماعية في الساحات العامة، مشيرًا إلى أن المفردة الشعبية قد تقود القارئ إلى فهم أعمق لواقع المدينة، مؤكدا أن المؤلف اقتحم مجال الأنثروبولوجيا، بدراسته للمعتقدات والأعراف والإبداع الشفهي، وربطها بالتطور الثقافي والاجتماعي، محذرًا من وجود الألعاب الإلكترونية، لأنها قد تهدد الهوية الوطنية، وداعيًا إلى تخصيص وقت في المدارس للألعاب الشعبية، بل وتنظيم "أولمبياد" خاص بها لحمايتها من الاندثار.
أما الدكتور أحمد يوسف عزت، فقد أشاد بالمنهجية الأكاديمية التي اتبعها الكاتب، واصفًا إياه بـ"راهب الفلكلور الشعبي"، مشبهًا إياه بالأصمعي في جمعه لتراث اللغة.
وأضاف أن العباسي استعان بمصادر متنوعة، منها كتب الإمام السيوطي، وبعض المفردات ذات الأصل القبطي، ليُغني كتابه بمادة لغوية وتاريخية ثرية، تسهم في حفظ هذا التراث من النسيان.
ومن جانبه، قال الشاعر محمد عبد القادر إن سر تفرد الذاكرة البورسعيدية يعود إلى انفتاح المدينة على كافة الثقافات المصرية، مما أنتج مزيجًا لغويًا وثقافيًا مميزًا انعكس في شعر العامية وفي شكل ومضمون الألعاب الشعبية، مؤكدًا أن الكتاب يجمع بين الطرح النظري والرصد العملي الميداني، في دعوة حقيقية للعودة إلى الجذور.
وتحدث الدكتور خالد أبو الليل أن الكتاب يمثل إضافة نوعية للمكتبة التراثية، ويشكل درعًا واقيًا للهوية الثقافية في مواجهة التحديات الرقمية المعاصرة.
ولفت إلى أهمية الألعاب الشعبية في بناء شخصية الطفل، لما تحققه من تنمية عضلية ومهارات عقلية واجتماعية، تحصنه من العزلة والانطواء.
واختُتمت الندوة بالدعوة إلى ترسيخ مفاهيم الثقافة الشعبية، وتجذير الهوية المصرية في مواجهة محاولات طمسها، باعتبار التراث الشعبي ركيزة أساسية في بناء الحضارة وذاكرة الأمة.