زراعة الشرقية تنظم ندوة توعوية حول التعامل الآمن مع الكلاب الضالة

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الوعي المجتمعي والارتقاء بمستوى الخدمات الزراعية والبيطرية، نظّمت مديرية الزراعة بالشرقية ندوة إرشادية موسعة حول آليات التعامل مع الكلاب الضالة، بالتنسيق مع مديرية الطب البيطري، وذلك صباح الأربعاء الموافق 23 يوليو 2025.

وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، في تصريح له، أهمية الندوات الإرشادية كوسيلة فعّالة لرفع وعي المواطنين والمزارعين، ليس فقط في المجالات الزراعية، بل أيضًا فيما يخص السلامة العامة والمخاطر البيئية المرتبطة بالحيوانات الضالة، مشددًا على أن المحافظة لا تدخر جهدًا في دعم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في حماية المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.

وأشار المحافظ إلى أن التوعية بمخاطر الكلاب الضالة وأساليب التعامل الآمن معها أصبحت ضرورة، في ظل ما تشهده بعض القرى والمناطق الريفية من تكرار حوادث العقر، وما يترتب عليها من تداعيات صحية ونفسية، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن.

من جانبه، أوضح المهندس عماد محمد جنجن، وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أن الندوة تم تنظيمها بالتعاون مع إدارة الإرشاد الزراعي بالمديرية، وبالتنسيق الكامل مع اللواء الدكتور إبراهيم محمد متولي هاشم، وكيل وزارة الطب البيطري، ضمن خطة توعية متكاملة تهدف إلى تقليل معدلات انتشار الكلاب الضالة وتفادي أخطارها الصحية على المواطنين.

وقد شاركت في الندوة عدد من الطبيبات البيطريات المتخصصات في مجال الإرشاد والتوعية، من بينهن الدكتورة ريهام عبد الفتاح عبد السميع، والدكتورة مها عثمان موافي، حيث قدمتا شرحًا وافيًا حول القوانين المنظمة لحيازة الحيوانات والكلاب، ولا سيما الكلاب المصنفة على أنها خطرة، كما استعرضتا البروتوكولات البيطرية الحديثة للحد من مرض السعار، والوسائل الآمنة لتطعيم الكلاب داخل المجتمعات الريفية والحضرية.

وتناولت الندوة قانون تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والكلاب، والذي ينص على ضرورة اتخاذ السلطة المختصة لكافة الإجراءات اللازمة لمواجهة انتشارها، والتأكيد على تحصين ما لا يقل عن 70% من إجمالي الكلاب في أي منطقة لضمان السيطرة الكاملة على السعار، أحد أخطر الأمراض الفيروسية المشتركة بين الإنسان والحيوان.

كما ناقشت الندوة أهمية تأمين المناطق المتضررة من هجمات الكلاب الضالة، وتوفير سبل الحماية للسكان، بالإضافة إلى تحذير المواطنين من مخالفة القانون وتعمد إيواء كلاب غير مرخصة أو غير محصنة، لما لذلك من آثار خطيرة على الصحة العامة، مع التأكيد على توقيع العقوبات القانونية بحق المخالفين.

وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة تكاتف جهود المجتمع المحلي بالتعاون مع الجهات التنفيذية، من خلال الإبلاغ الفوري عن وجود تجمعات للكلاب الضالة، والتوعية بأهمية عدم ترك مخلفات غذائية أو بيئية تساهم في جذب هذه الحيوانات.

وفي ختام الندوة، تم فتح باب النقاش مع الحضور من المواطنين والمزارعين وممثلي الجمعيات الزراعية، حيث تم الرد على استفساراتهم حول كيفية التعامل الآمن مع الكلاب الضالة، وآليات الإبلاغ، وكذلك دور الطب البيطري في حملات التحصين والتطهير.

وتأتي هذه الندوة في إطار استراتيجية أوسع لمديرية الزراعة بالشرقية تسعى من خلالها إلى دمج الإرشاد البيئي والوقائي ضمن منظومة الإرشاد الزراعي، بما يعزز من جودة الحياة في الريف ويحافظ على الصحة العامة ويقلل من المخاطر المحتملة المرتبطة بالحيوانات السائبة.