بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أستاذ علوم سياسية: كلمة الرئبس السيسي أكدت أن الاستقرار يبدأ من الداخل

الدكتور هيثم عمران
الدكتور هيثم عمران

قال الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكرى الـ73 لثورة 23 يوليو، جاءت لتؤكد من جديد أهمية الاستقرار الداخلي كحائط الصد الأول لأي محاولة تهديد خارجي، مضيفًا أن الرئيس شدد على أن الدول لا تُهزم من الخارج، بل من داخلها أولًا، وهو ما يعكس رؤية عميقة للواقع الجيوسياسي المعاصر.

كلمة الرئيس السيسي في الذكرى الـ73 لثورة يوليو:

وأشار "عمران"، خلال مداخلة عبر الإنترنت على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن السياسات التي أنتهجتها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، ركزت على تقليل الفجوات الاجتماعية وتحقيق العدالة، رغم التحديات الاقتصادية الضاغطة، موضحًا أن مؤسسات الدولة استطاعت أن تصمد في وجه الأزمات الإقليمية المحيطة، سواء على الحدود الشرقية أو الجنوبية أو الغربية، دون أن تفقد تماسكها أو تتراجع عن دورها.

وأضاف: "الدولة المصرية لم تكتفِ بالحفاظ على أمنها الداخلي، بل واصلت دعم جهود الاستقرار في دول الجوار مثل: السودان وليبيا وقطاع غزة، مع التأكيد المستمر على رفض أي محاولات للتقسيم أو نشر الفوضى، ورفض وجود الميليشيات المسلحة في المشهد الإقليمي”، مشيرًا إلى أن التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تقودها وزارة الخارجية المصرية، تعكس سياسة خارجية قائمة على دعم الحلول السياسية وتقديم الدعم السياسي والمادي واللوجيستي، بدلًا من الانجرار إلى التصعيد العسكري.

ونوه بأن مصر تستضيف أكثر من 10 ملايين عربي يعاملون معاملة المصريين، وهو ما يعكس مستوى استقرار داخلي فريد في محيط يعج بالصراعات، مؤكدًا أن ذلك تحقق بفضل السياسات المتوازنة ووعي الشعب المصري وتلاحمه مع مؤسسات الدولة.

وفي سياق حديثه عن ثورة يوليو، قال عمران، إنها لم تكن مجرد حدث عابر، بل لحظة تأسيسية فارقة في تاريخ الدولة المصرية الحديثة، فقبل عام 1952، لم تكن لمصر مؤسسات حكم حقيقية، وكانت البلاد ترزح تحت الاحتلال، فيما جاءت الثورة لتعيد بناء مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش الوطني، الذي لم يكن موجودًا بشكل فعال قبل ذلك التاريخ.

وأوضح أن الثورة أسست لمشروعات قومية ضخمة، مثل: تأميم قناة السويس، وقوانين الإصلاح الزراعي، وإعادة توزيع الثروة، فضلًا عن ترسيخ مبدأ المساواة وتوسيع فرص التعليم بعد أن كانت حكرًا على الطبقات الثرية.

وشدد على أن ثورة يوليو أسست لمجانية التعليم، ومنحت الفلاحين حقوقًا تاريخية، وأعادت صياغة دور الدولة في رعاية مواطنيها، رغم محاولات إفشال التجربة المصرية في بدايتها، سواء من خلال العدوان الثلاثي عام 1956، أو الضغوط الدولية التي واجهتها، مؤكدًا أن كلمة الرئيس السيسي أعادت التذكير بتضحيات الأجيال السابقة، وأبرزت قدرة الشعب المصري على تجاوز المحن، كما ظهر ذلك في ثورتي 2011 و2013، حين تمسك المواطنون بالدولة ومؤسساتها في مواجهة الفوضى، وهو ما يعكس وعيًا سياسيًا أصيلًا ومتجذرًا لدى هذا الشعب.