بين انحسار الأدوار وبريق السوشيال ميديا.. الفنانون على تيك توك والبلوجرز على الشاشات
في ظل التحولات التي يشهدها الوسط الفني، لجأ عدد من الفنانين إلى منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا تطبيق "تيك توك"، كوسيلة للحفاظ على حضورهم الجماهيري بعد تراجع مشاركاتهم في الأعمال الفنية، وفي المقابل شهدنا أيضًا تصاعدًا ملحوظًا في دخول عدد من صُنّاع المحتوى "البلوجرز" إلى مجال التمثيل، في ظاهرة تثير تساؤلات حول معايير اختيار الممثلين، ومدى تأثير الشهرة الرقمية على المشهد الفني ومستقبل المهنة.
ووضع البلوجرز التمثيل نصب أعينهم، حتى أصبحنا نشاهدهم بشكل مستمر في الأعمال الدرامية، فقد اتخذوا "لايفات التيك توك" سبيلًا للوصول لعالم الفن الذي له قواعده وأصوله، وهو ما يمثل ظاهرة تبرز مدى قوة السوشال ميديا وتأثيرها الجماهيرى، وفيما يلي نرصد أبرز البلوجرز الذين اتجهوا لعالم الفن.
تيك توك إلى شاشة السينما
شارك البلوجر الشهير «محمود السيسى» فى العديد من الأعمال، أولها المسلسل الكوميدى «مكتوب عليّا» للنجم أكرم حسنى، كما شارك فى دراما «طير بينا يا قلبى» “وأنا وهى”، وكانت آخر مشاركاته فى فيلم «بيت الروبي» مع النجم كريم عبد العزيز.
وحقق أيضًا الطفل «عبدالرحمن طه» شهرة واسعة بعد أن شارك فى الجزء السادس من مسلسل «الكبير أوي»، وجسد شخصية التوأمان جونى والعترة.
أما البلوجر أحمد رمزى فقد شارك فى الجزء الثانى من مسلسل «في بيتنا روبوت»، وحقق نجاحًا كبيرًا، في حين شارك «توأم مصر» -وهما شقيقان معروفان كبلوجر على صفحات السوشيال ميديا- فى مسلسل «شغل عالي» مع فيفى عبده وشيرين رضا.
قلة العمل تجبر فنانين لـ“التيك توك”
وعلى صعيد آخر أصبح الممثلين الذين اعتدنا على ظهورهم على شاشات التلفزيون قبل سنوات متواجدين بشكل ملحوظ على لايفات التيك توك، المكان الذي أصبح يأوي الكثيرون منهم، نظرًا لضيق الحال وعدم عرض المخرجين والمنتجين أي أعمال عليهم.
ولعل أبرزهم الفنانة مها أحمد التي أصبح متفاعلة بشكل مبالغ فيه على منصة تيك توك ما جعلها عرضة للانتقادات، وبعدها يأتي الفنان فادي خفاجة الذي علل وجوده الدائم على تيك توك حاجته للمال، وخاصة بعد تجاهله من قبل العديد من المخرجين.
وأصبحت علا رامي أيضًا من ضمن من لجأ للتيك توك للتواصل مع الجمهور، وعللت هذه الظاهرة أن لجوء الفنانين للظهور عبر موقع (تيك توك)، يكون من أجل التفاعل مع جمهورهم، مؤكدة أنه تطبيق جيد إذا أُحسن استخدامه.
كما أشارت إلى أنها سعيدة بوجودها بين الناس عبر الموقع الذي قرّب المسافات، وجعل الفنان على طبيعته، وتساءلت: «هل حرام على الفنانين وحلال لغيرهم؟».
وأصبح أيضًا أحد أبطال مسلسل “يوميات ونيس” النجم “سامح صفوت" متفاعلًا مع الجمهور من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء بكشف كواليس مسلسل “يوميات ونيس”، أو غيرها من التدوينات التي تلفت اهتمام المتابعين، ومؤخرًا أصبح سامح يزور المطاعم والمصانع وتصوير أشهر ما يميزها، ويكشف للجمهور أسرارها، كأسرار ومراحل صناعة الخبز أو تصنيع الأدوات المنزلية.
أشرف زكي يهاجم البلوجرز
وكان قد شدد الفنان أشرف زكي على رفضه مشاركة "البلوجر"و"التيكتوكر" في الأعمال الفنية، مؤكدًا فرض غرامة مليون جنيه على أي منتج يقرر مشاركتهم في عمل.
وقال أشرف زكي خلال لقائه في برنامج "سؤال مباشر" عبر قناة “العربية”: "إحنا مروحناش درسنا وإدينا عمرنا للمهنة عشان في الآخر نسيبها لمشاهير التيك توك لأ حد يجي يقعد مكاني، أنا بدافع عن المهنة لن تكون المهنة مهنة من لا مهنة له، منبقاش مستلمين مصر هوليوود الشرق ونفرط فيها، إحنا مصر أم كلثوم، وعبد الحليم، وعبد الوهاب، مصر فاتن حمامة، وشادية، وأحمد زكي، وعادل إمام، ومحمود عبد العزيز، وعظماء مش عشان ناس طلعوا على التيك توك عايز تجيبه في فيلم هتدفع غرامة مليون جنيه".
وفي النهاية وبرغم تبرير البعض لهذا التحول بواقع السوق وتغير طبيعة الجمهور، إلا أن الاعتماد المتزايد على الشهرة الرقمية على حساب الموهبة الفنية يطرح مخاوف حقيقية بشأن تراجع جودة المحتوى الفني، ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستعيد المنصات الرقمية تشكيل ملامح الفن وطرق صعود النجوم؟ أم أن الجمهور سيظل يميز بين الموهبة الحقيقية والظهور المؤقت؟