الحرب التجارية تشتعل بين فيفا ضد "فيفبرو - يويفا"

عقب أيام قليلة على ختام بطولة كأس العالم للأندية 2025، بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تسويق النسخة الجديدة المقبلة، مستغلاً الكثير من الإثارة، التي حدثت في النسخة الأولى من البطولة الاستثنائية، والتي انتهت بتتويج فريق تشيلسي الإنجليزي باللقب، على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي.
واستضافت الولايات المتحدة الأمريكية نسخة مونديال الأندية 2025، التي أقيمت بالنظام الحديث للمرة الأولى بمشاركة 32 فريقًا، وشهدت العديد من المفاجآت والأحداث المثيرة للجدل، وسط سخط من جانب الاتحاد الأوروبي "يويفا" بسبب سلطان "فيفا" المتزايد على كرة القدم.
و يتطلع الجميع للنسخة المقبلة من مونديال الأندية، والتي يشارك أفضل الفرق حول العالم، وقد قرر الاتحاد الدولي إقامة الكأس كل 4 سنوات، على غرار مونديال المنتخبات، وبالتالي ستكون النسخة القادمة من البطولة في عام 2029.
ولم يتم حتى الآن الكشف عن الدولة المستضيفة، وسط صراع كبير من الاتحادات المحلية للظفر بحق الاستضافة، ومن المنتظر إقامة البطولة بين شهري يونيو ويوليو 2029، بعد نهاية الدوريات المحلية والمسابقات القارية، كما حدث في نسخة 2025.
وحتى الآن، تأهلت أندية بيراميدز بطل دوري أبطال إفريقيا 2025، باريس سان جيرمان الفرنسي بطل دوري أبطال أوروبا 2025، أهلي جدة السعودي بطل دوري أبطال آسيا 2025، كروز أزول بطل دوري أبطال كونكاكاف 2025، ومن المقرر مشاركة البلوز باعتباره البطل الأول لمونديال الأندية بنظامه الجديد، بدلًا من النظام القديم الذي كان يجرى بشكل سنوي بمشاركة 8 فرق فقط.
ورغم الاعلان عن النسخة الجديدة، إلا ان الهجوم هذه المرة على الفيفا، جاء من الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو)، الذي شن هجوما لاذعا على (فيفا) ورئيسه جياني إنفانتينو، واتهمهما بالتصرف بدون حوار واحترام للاعبين في تنظيمه كأس 2025.
ورغم إشادة إنفانتينو بالبطولة ووصفها بالناجحة، لكن الشكوك تزايدت حول راحة وسلامة اللاعبين، حيث أُقيمت بعض المباريات في درجات حرارة مرتفعة، بالإضافة إلى ضيق الوقت المتاح أمام الأندية للاستعداد للموسم الجديد، وتم تأجيل العديد من المباريات بسبب الطقس.
واتهم سيرجيو ماركي، رئيس (فيفبرو)، الاتحاد الدولي لكرة القدم، بحرصه على زيادة الأرباح الناتجة عن البطولة على حساب صحة اللاعبين وسلامتهم، محذرا من تكرار إقامة المباريات في درجات حرارة مرتفعة في بطولة كأس العالم للمنتخبات المقبلة التي تستضيفها أميركا وكندا والمكسيك.
وأكد اتحاد فيفبرو، ان ما تم تقديمه على أنه احتفال كروي عالمي لم يكن سوى وهم من جانب (فيفا) ورئيسه، بدون حوار أو شعور أو احترام لمن يقدمون المجهودات الكبيرة لتعزيز تلك الرياضة".
وشدد فيفبرو ان البطولة "أقيمت في ظروف غير مقبولة، وانطلقت المباريات في ظل درجات حرارة عالية عرّضت سلامة اللاعبين للخطر، ولن نقبل تكرار ما حدث تحت أي ظرف من الظروف في بطولة كأس العالم للمنتخبات 2026"، وبالفعل ورفضاً لقوانين الفيفا، لم يحضر مجلس (فيفبرو) الاجتماع الذي عقده (فيفا)، والذي عُقد بشأن سلامة اللاعبين.
ليس هذا فحسب، بل أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، رفضه لكأس العالم للأندية، في ظل تصاعد التوترات بين الهيئة الحاكمة لكرة القدم الأوروبية والاتحاد العالمي.
وأبدى اتحاد يويفا من مخاوف بشأن تزايد تدخل "فيفا" في كرة القدم، بما في ذلك توسيع كأس العالم للأندية والمباحثات حول تحويل البطولة إلى حدث يُقام كل عامين.
كما ان مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يخشون أن تُنافس البطولة المستحدثة، دوري أبطال أوروبا، أو تُقوّض مكانته، كأهم بطولة عالمية للأندية، وقد ألقى هذا التوتر المتصاعد بظلاله على التعاون بين المنظمتين القويتين.
يذكر ان مونديال الأندية حقق نجاحاً تجارياً كبيراً، حيث بلغ متوسط إيرادات المباراة الواحدة 33 مليون دولار أمريكي لـ63 مباراة، وهو رقم لم يحقق في أي بطولة أخرى حول العالم.