في عزّ الحر.. دراسة تكشف سر تأثير الشاي الساخن في تبريد الجسم

رغم أن الفكرة قد تبدو غريبة، إلا أن كوبًا من الشاي الساخن في يوم صيفي شديد الحرارة قد يساعد في تبريد الجسم، لا في تسخينه، وهو ما أثبتته تجربة علمية دقيقة أجراها باحثون مختصون في بيئة العمل الحرارية.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن احتساء الشاي وسط أجواء مرتفعة الحرارة هو مجرد "مزاج" أو عادة شخصية، كشفت دراسة حديثة أجراها أولي جاي، الباحث في كلية الحركية البشرية بجامعة أوتاوا في واشنطن، والمتخصص في فسيولوجيا التعرق، أن لهذا السلوك تفسيرًا علميًا واضحًا.

كيف يساهم المشروب الساخن في تبريد الجسم؟
بحسب ما أوضح جاي، فإن تناول مشروب ساخن يؤدي إلى زيادة كبيرة في التعرق، وهي آلية طبيعية يعتمدها الجسم لتقليل درجة حرارته، وأشار إلى أن المشروب الساخن، ورغم كونه أعلى من درجة حرارة الجسم ويضيف له دفئًا مؤقتًا، فإن الجسم يستجيب عن طريق إفراز كمية أكبر من العرق، وإذا ما تمكّن هذا العرق من التبخر بالكامل، فإن تأثيره التبريدي يعادل أو حتى يتفوق على كمية الحرارة التي يضيفها المشروب.
وأكد جاي في دراسته أن الجسم يُبخّر العرق كوسيلة فعالة لسحب الطاقة الحرارية من الجلد إلى الهواء، وهي عملية طبيعية تُساعد على خفض درجة حرارة الجسم بشكل فعّال، وكلما زاد معدل التعرق، زادت فعالية التبريد.
لماذا يفضل البعض الشاي حتى في درجات الحرارة المرتفعة؟
الجانب الآخر من الإجابة، وفقًا للدراسة، يتعلق بالفوائد النفسية والعصبية المرتبطة بالشاي، فسواء كان أسود أو أخضر، يمثل الشاي نحو 99% من استهلاك الشاي عالميًا، ويتميز باحتوائه على الكافيين ومضادات الأكسدة المعروفة باسم البوليفينول، وهي مركبات تساعد في خفض ضغط الدم، وتحسين صحة القلب، وتقليل التوتر، وتحسين المزاج.
وفي حين يحتوي الشاي الأسود على نسبة أعلى من الكافيين، يمتاز الشاي الأخضر بتركيز أعلى من مضادات الأكسدة، ما يجعل كل نوع منهما يقدم فوائد فريدة على صعيد الصحة العامة والمزاج الشخصي.
أثبتت الدراسة أن شرب المشروبات الساخنة، وعلى رأسها الشاي، لا يتعارض مع الأجواء الحارة كما يُعتقد، بل قد يُساعد على التبريد بفضل التعرق الإضافي الذي يسببه، شريطة أن تكون البيئة المحيطة جافة وتسمح بتبخر العرق، إضافة إلى ذلك، يقدم الشاي فوائد صحية متعددة تجعل من تناوله خيارًا ذكيًا حتى في أيام الصيف الحارقة.